لماذا أخشى أن أقول لك من أنا "اقتباسات"

فهم الواقع الإنساني
  1. نفس كل واحد منا في حالة ديناميكية مستمرة، وليست كياناً جامداً، فأنا اليوم لست أنا الأمس، فأرجوك حاول أن تقترب وتفهم ما الذي تغيَّر فيَّ قبل أن تحكم عليَّ أو تتعامل معي.
  2. إن شخصي ليس بالكائن الصغير الجامد والمكتمل، بل إنه كيان ديناميكي، دائم الحركة. فإذا كنت قد تعرفت إلي البارحة، أرجوك ألا تظن أني لا أزال الشخص نفسه اليوم. لقد ازددت خبرة في الحياة، وتعمقت معرفتي لأولئك الذين أحب، وقد صليت وتألمت وتغيرت. فرجائي ألا تكون أحكامك على ثابتة، غير قابلة للتبديل، لأني، حيث أنا، لا أنفك أحاول جاهدا أن أفيد مما يمر بي كل يوم. اقترب مني وكأنك على موعد مع ما قد يدهشك. حذق بوجهي ويدي وأصغ ألي وكأنك دائما تبحث عن جديد ، لأنني في الحقيقة قد تغيرت.

  3. ما من أحد يود أن يعيش في الغش والكذب، ولا في الرياء والتزييف، ولكن عنف المخاطر والمخاوف التي يثيرها التعبير عن الذات، يدفع بنا إلى الاحتماء وراء أدوار وأقنعة غالبا ما تتحول إلى ردة فعل عفوية عندنا. وقد يصبح من الصعب علينا، بعد فترة من الزمن، أن نفرق بين حقيقتنا الشخصية في وقت ما من نمونا، وبين ما ندعي أنا عليه.

  4. إذا كنا نريد أن ننفتح حقا على الآخرين، فنختبر واقعهم، ونتكامل وإياهم فتنمو معا، بات من المفيد جدا أن نكون على بينة من نماذج ردات الفعل عندنا، ومن الألاعيب» التي إليها نلجأ. فإذا تكون لدينا الوعي لتلك «الألاعيب»، فلربما تمكنا من التخلص منها.

  5. إن فيك وفي حاجة إلى وقفة صدق مع أنفسنا تتحول إلى حالة صدق متواصلة. علينا أن نسأل أنفسنا، ونحن في عمق لقاء حميم، مع العقل والقلب: «ما هي «الألاعيب» التي إليها ألجأ؟ وماذا تراني أحاول أن أخفي؟ وما الربح الذي أتوخاه من سلوكي هذا؟».


النمو الشخصي
  1. الشخص الكامل الإنسانية» يحافظ على الاتزان بين وجهه الداخلي ووجهه الخارجي. فالشخص الذي يبالغ في الانكماش على نفسه، وكذلك الذي يبالغ في الانبساط، كلاهما يفتقر إلى الاتزان.
  2. الوجه الداخلي الصحيح يقتضي قبول الذات، وهو يعني في ما يعني، أن الشخص «الكامل الفعالية» و«المحقق لذاته» و«الكامل الإنسانية» ليس فقط على بينة مما فيه من حاجات جسدية ونفسية وروحية، بل إنه يقبلها كقسم حسن من كيانه. إنه مرتاح في نفسه، ولا جسده ولا عواطفه، اللطيف منها والعنيف، ولا أفكاره ولا رغباته ولا حتى نزواته، تجعله يضطرب أو يخاف.

  3. الفيلسوف مارتن هيدغير، وفي حديث عن الاتحاد في الحب، يحذر من خطرين يخشى على النمو منهما : الارتياح المكتفي بذاته الذي يرضى بما هو، والنقيض لذلك، أي الحركة التي لا تعرف الهدوء، فتقفز من إلهاء إلى إلهاء، بحثا عن شيء ما في الأفق. النتيجة في رأي هيدغير، هي دائما هجر للذات.
  4. الإنسان الكامل هو سيد نفسه، لا يميل مع كل ريح تهب، ولا هو سجين صفائر الآخرين وغضبهم ونقمتهم، وحقدهم على الناس. فالأجواء لا تؤثر عليه بقدر ما يؤثر هو على الأجواء.
  5. الشخص الذي يعيش الحياة بملئها يعرف كيف يصغي باتزان إلى حواسته وعواطفه. ولكن الاستسلام لها يعني التخلي عن العقل وحرية القرار، تلك القوى التي ترتفع بالإنسان فوق مستوى الحيوان، ولكنها تتركه دون مستوى الملائكة بقليل.

العلاقات الشخصية
  1. إنه من الأفضل بكثير أن أقول لك ما أحسُّ نحوك، من أن أدخل معك في علاقة مزيَّفة قلقة مريضة.
  2. فلا تحسب صراحتي معك حكماً عليك، إنها لا تحكم حتى عليَّ أنا. إذا قلت لك مثلاً: "أنا لست مرتاحاً معك"، أكون قد صارحتُك بما أشعر به، ولكني ما عنيت أبداً أنك أنت السبب في عدم ارتياحي. وربما كانت المشكلة في شعوري أنا بمركب نقص تجاهك،أو في تقديري الخطأ لمستوى ذكائك.
  3. وإذا أردت أن أعرف نية شخص أو عمق دوافعه أو ردَّة فعله، فالطريق واحد، علي أن أسأله هو.
  4. إن نمط العمل باختصار هو الآتي: نسمح لعواطفنا بالظهور لنتمكن من تحديدها؛ نراقب النمط في ردَّات فعلنا العاطفية، نعبِّر عنها ونحكم عليها، بعد ذلك تحدث عملية تأقلم سريعة في ضوء ذلك الحكم وما نصبو إليه من نمو، وآنذاك يحدث التغيير، وأقرب طريق إلى الاقتناع هي أن تجرب الأمر بنفسك.
  5. الشخص يرجِّع صدى الشخص الآخر، يقول كولدبرونر: إذا كنتُ أريد أن أخرج من ظلمة سجني، وأبوح بأعمق ما عندي لشخصٍ آخر، فالنتيجة دائماً حتمية وفورية،؛ يشعر الشخص الآخر بالقدرة على التحدث إليَّ عن نفسه بانفتاح وصراحة، وبعد أن يكون قد أصغى إلى سر عواطفي وعمقها، تنمو لديه الشجاعة على التعبير عن عمق عواطفه هو، هذا في نهاية المطاف ما نعني عندما نتكلم عن "اللقاء".
التعامل مع العواطف
  1. لدى الإنسان الكامل اتزان بين عواطفه وعقله وإرادته، وعلى العواطف أن تتكامل مع نواحي الشخصية كافة، وإذا كان من الضروري أن نعبر عن عواطفنا، فليس ضرورياً، بالطبع، أن نعمل بما توصينا به.
  2. إن الأساس في غالبية النزاعات الشخصية هي الضغوط العاطفية (الغضب، الحسد، الخيبة.. إلخ) كما أن غالبية اللقاءات الشخصية تحصل من خلال نوع من التواصل العاطفي (العطف، الشعور بالحب والتجاذب، الإحساس مع الآخر...)، وبعبارة أخرى، إن عواطفك وطريقة تعاملك معها تشكل على الأرجح عاملاً أساسياً في نجاحك أو فشلك في مغامرة الحياة.
  3. إن لآلام الحياة كلها والملذات صلة عميقة بالعواطف، وإن سلوك الإنسان في غالبيته نتيجة لقواه العاطفية، مع أننا نود أن نظهر جميعاً بمظهر العقلانيين.
  4. من الواضح لكل أحد أننا نبحث بشغف عن الحب، ولكن عندما لا يفهمنا من نحن بحاجة إلى حبهم، تصبح كل محاولة لخلق علاقة عميقة عملية تتسم بالتوتر والمتاعب.
  5. الشخص الذي يتمتع بنظرة إيجابية إلى ذاته ويقبل ذاته حقاً، يشعر بقوة في نفسه، إزاء مثل تلك المعضلات، ولكنه من غير المرجح أن شخصاً لم يألف مشاركة الىخرين بشيء من ذاته، سيتمتع بنظرة إيجابية إلى نفسه.
مخابيء الإنسان
  1. إن طرق الدفاع، باختصار، هي كناية عن «تعويضات» ننميها في ذواتنا للتعويض عن أو لتغطية أمر ما نحسبه نقصا فينا أو عائقا في سبيل نمونا.
  2. في «التبرير»، كما في كل طرق الدفاع شيء ما لا يمكنني أن أقبله، أو أمر يبدو خطأ، وأريد مع ذلك، أن أقوم به وأجد مبرراً لسلوكي، أو إن هنالك أمراً أود لو أؤمن به لأن إيماني به يريحني. التبرير هو الجسر الذي أمرر فوقه تمنياتي لأحسبها وقائع. إنه استعمال الذكاء لنكران الحقيقة، وهو يجعلنا غير صادقين مع أنفسنا. وإذا لم نكن صادقين مع أنفسنا فلن نكون صادقين مع أحد. لذا فهو يخرب كل أصالة إنسانية، ويفكك الشخصية ويفتها.
  3. الدعوة إلى تقويم مسيرة الآخرين، أو تمزيق أقنعتهم وإرغامهم على مجابهة الحقيقة المكبوتة، إنما هي دعوة خطرة وهدامة. يحذر أريك بيرن من خطر تحرير الناس من أوهامهم واحتيالهم على أنفسهم، فقد يتعذر عليهم أن يتحملوا ذلك. لقد بحثوا عن دور يمثلونه، وطريقة يدافعون بها عن أنفسهم، وقناع يرتدونه، لأن ذلك يساعدهم على التعايش مع واقعهم بطريقة مقبولة.

  4. علينا أن ننتبه جيدا ألا نتولى مسؤولية تعريف الآخرين على حقيقة أوهامهم. لدى كل منا نزعة تدفع به إلى تمزيق أقنعة الآخرين وتحطيم خطوط دفاعهم وتركهم عراة ، تتسلط عليهم الأضواء التي أنرناها. فنتائج ذلك قد تكون مأساوية. فإذا ما تفككت أوصالهم النفسية، من تراه يلملم شتاتها ويعيد لحمة كل إنسان مع نفسه من جديد؟ من سيفعل؟ أتراك تستطيع إلى ذلك سبيلا؟

  5. إن ثمن «اكتمال الإنسان» باهظ جدا، وقليلون من يتوفر لهم الوعي والشجاعة ليدفعوا هذا الثمن ... على الإنسان أن يوقف البحث عن الضمانات لنفسه ويروح يغرف من الحياة بملء كفيه، يعانق الوجود كما الحبيب حبيبته، ويتقبل الألم كشرط من شروط الحياة. عليه أن يساكن الشك والظلمة، إنهما ثمن المعرفة. وهو بحاجة إلى إرادة عنيدة في الصراع، وعلى استعداد دوماً لتقبل النتيجة، أحياة كانت أم موتاً.
لائحة بالأدوار التي نمثِّل والحيل التي إليها نلجأ
  1. إنها قاعدة من قواعد حياة الإنسان؛ أكيدة كقاعدة الجائبية: لكي نعيش الحياة بملئها علينا أن نتعلم كيف نستعمل الأشياء ونحب الإنسان. لا أن نحب الأشياء ونستعمل الإنسان.
  2. المشكلة الأساسية في الشخص المتردد تكمن في احترام الذات وحماية ذلك الاحترام، فالشخص المتردد يخشى أن يفقد احترامه لنفسه إذا ما أخطأ في قرار يتَّخذه، ولكننا نتعلم من أخطائنا أكثر مما نتعلم من نجاحاتنا.
  3. وقد يلجأ مثل هؤلاء المتعقلين "الألمعي" إلى برجهم العاجي هرباً من التنافس مع عالم العلاقات الإنسانية. فعملية التعلم، في حد ذاتها، لا تهددنا، كما قد تكون الحال في علاقاتنا مع الناس. إن جو غرفة الدراسة أفضل من صقيع العالم وقساوته: الأنفس الجبانة تؤثر القراءة عن الحياة على محاولة عيشها. وقد يشكل الكتاب خلوة تقصي الإنسان عن متاعب الحياة اليومية، وتوفر له سكون الانفراد وهيبة العالم، كما أنه يصبح أحيانا وسيلة للهروب من المسؤوليات الاجتماعية.

  4. الهروب نحو غدٍ ضبابي وغير واقعي واحدة من عدة طرق يلجأ إليها الناس عادة، للإفلات من واقع الحياة.
  5. للهم من الناحية النفسية صلة بالقلق. والقلق ينبع بدوره من العواطف المكبوتة (كالعدائية)، أكان خطر العدو واقعا أم لا. لذا قد يشعر «المهموم» بشيء من الانزعاج من دون أن يعرف ما الذي يزعجه حقا. فالضغوطات الداخلية التي تحدثها العواطف المكبوتة لا تحتاج دائما إلى حوافز خارجية لإحداث تلك الحالة المزعجة. هذا من أغلى ما يدفع كثمن للعواطف المكبوتة.

Comments

Popular posts from this blog

دراسة كتاب ‏"أولادنا من الطفولة إلى الشباب.. منهج عملي للتربية النفسية والسلوكية"‏ تأليف د. مأمون مبيض

مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة، عدنان باحارث