دراسة كتاب "أولادنا من الطفولة إلى الشباب.. منهج عملي للتربية النفسية والسلوكية" تأليف د. مأمون مبيض
دراسة
كتاب
"أولادنا
من الطفولة إلى الشباب.. منهج عملي للتربية النفسية والسلوكية"
تأليف
د. مأمون مبيض
معلومات الكتاب
العنوان:
أولادنا من الطفولة إلى الشباب .. منهج
عملي للتربية النفسية والسلوكية
المؤلف:
د. مأمون مبيض
دار النشر:
المكتب الإسلامي
سنة النشر:
الطبعة الخامسة، 1435هـ-2014م
محتويات
الكتاب
يتضمن الكتاب ثلاثين فصلاً،
مقسمة على أربعة أبواب، وفق التالي:
·
الباب
الأول: مقدمات في تربية الأولاد والحياة الأسرية
o
الفصل
الأول: هذا الكتاب، لماذا؟ ولمن؟
o
الفصل
الثاني: الإثارة .. ورحلة الحياة العجيبة
o
الفصل
الثالث: الاستعداد للأبوة
o
الفصل
الرابع: العلاقة بين الوالدين
o
الفصل
الخامس: دور الأب وبقية أفراد الأسرة
·
الباب
الثاني: جوانب النمو المختلفة
o
الفصل
السادس: فكرة الولد عن نفسه وانفعالاته
o
الفصل
السابع: نمو الشخصية
o
الفصل
الثامن: المزاج
o
الفصل
التاسع: النمو العاطفي
o
الفصل
العاشر: الاستمرارية ونمو الحب والثقة
o
الفصل
الحادي عشر: نمو اللغة والكلام
o
الفصل
الثاني عشر: نمو الذكاء
o
الفصل
الثالث عشر: النمو الأخلاقي والديني
o
الفصل
الرابع عشر: النمو الجنسي
o
الفصل
الخامس عشر: النمو الاجتماعي وعلاقة الولد مع الآخرين
o
الفصل
السادس عشر: الخوف
o
الفصل
السابع عشر: اللعب
·
الباب
الثالث: مشكلات تربوية في الطفولة الأولى
o
الفصل
الثامن عشر: الذهاب إلى السرير والنوم
o
الفصل
التاسع عشر: التغذية ومشكلات تناول الطعام
o
الفصل
العشرون: التدريب على الحمام
·
الباب
الرابع: جوانب من فن التربية
o
الفصل
الحادي والعشرون: حب الانتباه .. والسلوك المتعب
o
الفصل
الثاني والعشرون: تحمل المسؤولية
o
الفصل
الثالث والعشرون: التشجيع
o
الفصل
الرابع والعشرون: الاستماع والإصغاء
o
الفصل
الخامس والعشرون: الحديث عن المشكلات وحلها
o
الفصل
السادس والعشرون: تأديب الأولاد وتنظيمهم
o
الفصل
السابع والعشرون: مرحلة المراهقة وبعض خصائصها
o
الفصل
الثامن والعشرون: العقاب
o
الفصل
التاسع والعشرون: اللقاء الأسري
o
الفصل
الثلاثون: الأمل .. والواقعية في التربية
·
من
مراجع البحث والقراءة
هل يتوافق عنوان البحث مع
المحتوى؟
نعم، فعنوان البحث يشتمل على منهج عملي
للتربية النفسية والسلوكية للأولاد من مرحلة الطفولة إلى الشباب، وبالفعل فجميع
فصول الكتاب وموضوعاته تتمحور حول هذا الموضوع، كما أن الكاتب استوعب غالب
الموضوعات المتعلقة بالتربية النفسية والسلوكية، مستعرضاً المشكلات، والدوافع،
وطارحاً الكثير من الحلول الواقعية لكل مشكلة.
هل كتب ملخص البحث بطريقة سليمة
تفي بإبراز ما تم التوصل إليه في هذا البحث؟
الحقيقة أن هذا كتاب منشور، وليس بحثاً
علمياً محكماً يحتوي في مقدمته ملخصاً، وبشكل عام، فالكاتب صدر كتابه بمقدمة بين
فيها هدفه من هذا الكتاب وأهم النقاط التي يقدمها الكتاب والفئة المستهدفة.
هل منهجية البحث المستخدمة ملائمة
لطبيعته؟
يظهر من طريقة المؤلف في كتابه أنه
استخدم المنهج الوصفي والتحليلي والاستنباطي، حيث قام بتوصيف الواقع ومشكلاته، ثم
قدم تحليلاً علمياً مناسباً لكل موضوع، كما قدم حلولاً واقعياً لكل مشكلة تربوية،
وكما ذكرت أن هذا ليس بحثاً علمياً مستوفياً لشروط البحوث العلمية للأكاديميين، بل
هو كتاب منشور، رغم أنه اتبع طريقة البحث العلمي الموضوعية ولا يضاهيه في محتواه
وفائدته الكثير من البحوث الاكاديمية.
هل تم عرض النتائج بطريقة سليمة ؟
هل تتلاءم المناقشة والاستنتاجات مع
النتائج المتحصل عليها؟
هل تتلاءم الرسومات والجداول إن وجدت
مع طبيعة البحث؟
نعم ضمن المؤلف كتابه (8) ثمان جداول
إيضاحية، عرضها بطريقة موضوعية وأسلوب مميز، بين فيها مختصراً لكل موضوع، حيث يعرض
فيها المشكلة التي تحدث واقعياً، وأنواع العلاجات التي يتم التعامل من خلالها،
كالعلاج المتسلط والعلاج المتساهل، ثم يبين المؤلف بعد ذلك في الجدول العلاج
المسؤول. وفي جداول أخرى، يذكر المشكلة ثم التصرف المعتاد، ثم استعمال العواقب، ثم
يبن الآثار والنتائج.
المراجع في هذا الكتاب محدودة إلا أنها
تتسم بالمنهج العلمي في طرح المسائل التربوية، والواقعية أيضاً، وكل المراجع
المذكورة -رغم قلتها- مركزة وقوية جداً، والكاتب من النوع الذي يعتمد بشكل كبير
على خبرته وتجاربه الشخصية في الكتابة بصفته أخصائي في الطب النفسي، وبصفة
الموضوعات التي يطرحها الكتاب لا تُطرح بشكل علمي في مواضع كثيرة.
هل البحث أصيل؟
نعم، ويتضح ذلك من خلال الإجابة على
الأسئلة الماضية، ومن خلال مراجعة محتوى الكتاب، وكذلك ملخصه.
هل يضيف البحث جديدًا للمعرفة؟
من خلال قراءتي لهذا الكتاب، تبين لي
أن الكتاب قدم توصيفاً رائعاً للعديد من الامور المتعلقة بالتربية النفسية والسلوكية،
وعرض للمشكلات بموضوعية واتزان، مع تقديم الحلول الواقعية المناسبة، ومراعاة أحوال
العصر.
أسلوب الكاتب:
يتميز الكاتب بالأسلوب العلمي الموضوعي
والواقعي، ويتضح ذلك من خلال ضربه للعديد من الأمثلة الحية في واقعنا.
مدى الإفادة من الكتاب:
هذا الكتاب يعتبر مرجعاً علمياً
متميزاً لجميع المهتمين بتربية الأبناء، بل إني أرى أنه يجب تدريسه في كليات
التربية، وأن يضمن كمقرر في هذه الأكاديمية المباركة "أكاديمية المربي".
فرص وإمكانات توظيف الكتاب في العمل
التربوي الدعوي:
يمكن الاستفادة من الكتاب من خلال عدة
اتجاهات:
o
أولاً:
الاستفادة الواقعية من الكتاب للآباء والأمهات.
o
ثانياً:
استفادة المعلمين والمربي من الكتاب في التعامل مع الطلاب، فقد تضمن الكثير من
الموضوعات التي تتعلق بالتعليم.
o
ثالثاً:
يمكن تقسيم موضوعات الكتاب وتقديمها من خلال دورات تدريبية للآباء والأمهات
والمربين.
خطة عملية يمكن تنفيذها بالإفادة
من الكتاب:
تقديم موضوعات الكتاب على شكل دورات
تدريبية، يقدمها المختصون في التربية، وتستهدف الآباء والأمهات والمربين بشكل عام.
ملخص الكتاب
الفصل الأول
هذا الكتاب، لماذا؟
ولمن؟
ابتدأ المؤلف كتابه "أولادنا من
الطفولة إلى الشباب" بالحديث عن أهمية الكتاب، والفئة المستهدفة منه، والمجال
العلمي الذي ينتمي إليه الكتاب، وطرق التربية السائدة بين الناس، والمقارنة بينها،
واختيار أفضلها، ثم أردف بالحديث عن أهمية دراسة مرحلتي الطفولة والمراهقة في
مصنفٍ واحد، ووجه ذلك، وسوف أبين ذلك كله فيما يلي:
نعمة الأبوة
تحدث هنا عن نظرة الناس عموماً للزواج
والأبناء، فمنهم من يراه حملاً ثقيلاً، ومنهم من يراه متعة وشيءٌ يدعو للبهجة
والسرور، ومع اختلاف النظرتين إلا أن الأبوة تفتح آفاقاً جديدة وخبرات بشرية، وهي
أيضاً بهجة نابعة من شعور الأب بالمسؤولية، والمشاركة والاكتشاف مع أبناءه،
بالإضافة إلى التجارب والخبرات التي يضعها الأب في أبناءه.
هذا الكتاب هو من أجل
المتعة
يقرر الكاتب في هذه السطور أن التربية
عبارة عن عملية ممتعة بما تحمله من عطاء من الأبوين ورد من الأبناء في المستقبل،
وأن العطاء كما يشمل الأمور المادية فإنه ينبغي أن يتمثل في المشاركة في الوقت
وتفهم الأبناء وتشجيعهم، فهذا العطاء يؤسس لحياة سعيدة، ولإنسان سوي واثق من نفسه.
ويخبر الكاتب أن المتعة لا تعني عدم
وجود صعوبات، ولكنها تعني الاستجابة للتحديات بفرح وسرور، واستمرار عملية التعلم
المتبادل بين الأب وأبناءه، وفهم المشكلات لاقتراح الحلول المناسبة، والتوازن في
الاستجابة لحاجيات الأبناء (القبول والرفض المتوازن)، وتربية الابناء كذلك تساعد
الآباء على تعميق علاقتهم بآبائهم من خلال علاقتهم بأبنائهم، مما يساعدهم على
التأقلم مع الحياة، ومعرفة نقاط القوة والضعف، وتطوير إيجابيتهم، والتكيف مع
سلبياتهم.
وهذا الكتاب هو أيضاً
للآباء أنفسهم
حيث تغير مشاعر الأبوة من شخصية الآباء
(وينبغي أن نجعل ذلك يتوجه للأفضل) فعليهم أن يقبلوا التغيرات والمسؤوليات الجديدة
ويتكيفوا معها، حتى لا تتحول الأبوة إلى حملٍ ثقيل وحجر عثرة في طريقه.
وهذا الكتاب عن علم
النفس التربوي
حيث يدرس جوانب ما وراء السلوك والأفعال،
والدوافع، ويركز على فهم المواقف، مع الأخذ في الاعتبار الخصائص الفردية، فكل ذلك
يترتب عليه تحديد ردة فعل الأب وتجاوبه مع ولده في مختلف المواقف.
وهو كتاب حول التعليم
ففي مرحلة التعليم قبل المدرسي، يأخذ
الأطفال كل شيء عن آبائهم؛ اللغة، وفكرتهم عن العالم، وماهية الأشياء وطرق
استخدامها، والخطأ والصواب، وكيفية التعامل والتصرف مع الآخرين، كما يكون الطفل
اهتماماته الخاصة وآراءه وأفكاره ومواقفه من أبويه.
وهذا يساعد الآباء كثيراً، حيث يعرفون
طريقة تعلم أبناءهم وطريقة اكتسابهم للأمور، وبالتالي يكون الاب أفضل معلم لابنه،
فالتعليم عبارة عن مساعدة الآخرين على كيفية التعامل مع الحياة.
ما هي أفضل طريقة
للتربية؟
يعرض الكاتب في هذا الجزء ثلاث مواقف
للآباء عن التربية، فالأول يسير على النهج القديم "أسلوب الأجداد"،
والثاني يقول أن أولاد هذا العصر تجاوزوا إمكانية التاثير عليهم، والثالث يقول
بفشل وعدم جدوى الأساليب التربوية والنفسية في التعامل مع الأولاد.
وبين المؤلف أن كل هذه الطرق مجانبة
للصواب، فنحن لا نستطيع إرجاع عقارب الساعة للوراء فهذا الزمان مختلف عما قبله،
وكذلك يرى أن الطفل لا يزال ولحد كبير يتأثر بأسرته ومنزله حتى مع طغيان وسائل العصر
الحديثة، أما الموقف الثالث فيرى الكاتب أن أصحابه لم يجربوا أصلاً هذه الوسائل
التي قالوا بعدم جدواها وفشلها.
بعد ذكر هذه المواقف ونقدها، أدلف
الكاتب إلى بيان الموقف السليم للتربية حيث يتضمن المفاهيم التالية: الأخذ بعين
الاعتبار الآفاق اللامتناهية لأولاد هذا العصر، والفهم والتعايش والتعامل الصحيح
لتوجيه أبنائهم نحو التكيف السليم، النظر إلى الولد على أنه مكتشف يسعى لاختبار
بلد جديد ودور الأب أن يساعده على فهم الخريطة وكيفية الاكتشاف وما هو الأفضل وما
هو الخطر وكيف يتعرف على الجديد وكيف يختار رفقته وكيف يتعامل معهم وكيف يساعد
الآخرين، كما ينبغي على الوالد أن يعين ابنه على فهم جوانب قوته وضعفه، وأن يعلمه
كيفية اتخاذ القرارات المناسبة في حياته، والأمر في النهاية يحتاج إلى وقت ومجهود
لفهم الولد كفرد مستقل متميز.
لماذا من الطفولة إلى
الشباب؟
ينظر الكاتب إلى حياة الإنسان على أنها
بمثابة رواية طويلة، فالقراءة عن الطفولة المبكرة فقط تشبه قراءة الصفحات الأولى
فقط، والقراءة عن المراهقة وحياة الكبار فقط تشبه قراءة عدد قليل من الصفحات من
وسط الرواية من دون إلمام بالبداية والنهاية، وجميع مراحل النمو متصلة ومتتابعة
ومرتبطة ببعضها بشكل كبير، وإن من المفيد في هذا الصدد أن تتكون لدى الوالد صورة
متكاملة عن جوانب شخصية ابنه وسلوكه وطباعه، وسيصبح بعدها أكثر صبراً وأكثر تفهماً
لولده، وسيدرك الوالد حينها ما هو المطلوب منه لتصحيح الأمور وتقويمها.
الفصل الثاني
الإثارة .. ورحلة
الحياة العجيبة
ينمو الطفل في السنوات الأولى من حياته
ويتطور تطوراً ملحوظاً حيث يكتسب اللغة والمفردات والمهارات والتفكير ويتحرر من
المعوقات الجسدية ويكون فكرة عن نفسه والآخرين والعالم.
وفي هذه المرحلة يرافق الوالد ابنه في
درب الحياة مرافقة تتطلب نوعاً من الإثارة والتشويق وجواً أسرياً سعيداً يدعم ذلك
وينميه، في هذه المرحلة تولد المشاعر والأحاسيس، وتكمن المشكلة هنا، حيث يشعر
بخيبة الآمال والإخفاق والملل بنفس الشدة والحماس والانفعال، فهو لم يتعلم بعد كيف
يتحمل الأمور ويتعايش معها.
والطفل في هذه المرحلة لا يعرف التوسط
في الانفعالات، والواجب علينا أن نتفهم ذلك، وسوف يمر الطفل ووالديه بكثير من
الإثارة والانفعالات والمتعة والعقبات والصعوبات في هذه المرحلة، إلا أن هذه
المرحلة تتميز بقلة الوعي والإدراك، فالوعي والإدراك يبدأ من سن الرابعة أو
الخامسة، رغم التأثير الكبير للسنوات الأولى من حياة الطفل على حياته المستقبلية،
ولهذا فائدة حيث يجد الإنسان حرجاً إذا تذكر سنواته الأولى وعجزه واعتماده على
الآخرين، لكن المهم هنا هو أن يقدم الوالدين لطفلهما في سنواته الأولى الحد
المطلوب من الإثارة وخاصة إثارة الخيال والتصورات، حيث تساعده على الإبداع
والتجديد، وعلى إغناء البيئة من حوله بالماديات والأشياء، وهناك طرق متنوعة لإثارة
خيالات الولد، ومن أهم هذه الوسائل أن تحكي أو تقرأ له القصص والحكايات، ويمكن ذلك
من السنة الأولى، وسوف يعود هذا بالمتعة والإثارة على الولد ووالده، ولا شك أن هذا
كله يحتاج إلى وقت وجهد، ومن المفيد أن يخصص الوالد لطفله وقتاً محدداً لا يكون
مشغولاً فيه بأي شيءٍ آخر سوى طفله.
الفصل الثالث
الاستعداد للأبوة
يتكيف معظم الآباء بسهولة مع فكرة
الرزق بمولود جديد، وهم يتطلعون لرؤيته بكثير من الشوق والبهجة، والشعور
بالاطمئنان والثقة بالنفس وبالشريك الآخر، إلا أن هذه المرحلة تنتابها لحظات من
الشك والخوف والتهيب من المستقبل، وهذا أمر طبيعي، ولابد لتجاوزه من الحديث
والتشاور مع الآخرين بتوازن واعتدال، وعلى الوالدين أن يطورا عادة القدرة على
النقاش والحديث ومشاركة العواطف والأفكار مع بعضهما البعض، فإن ذلك سيساعدهما وسوف
يجنبهما الكثير من المزالق، ولابد لكل واحد أن يتفهم طبيعة الآخر من حيث الانفتاح
والإحجام في الحديث، وأن يساعده على تجاوز طبيعته بما يحقق الهدف من الحوار
والحديث داخل الأسرة، فهو مفيدٌ جداً للأسرة ككل.
التكيف
والتعامل مع المواقف والمشاعر السلبية:
الإيجابية في التعامل مع الطفل تولد
إيجابية، والخطأ في التعامل يولد خطأ وينتج عنه الدخول في حلقة مفرغة من الأخطاء
والصعوبات، ويمكن تجنب الخطأ والتغيير من خلال الجلوس والتفكير بهدوء أو من خلال
الحديث مع شريك الحياة، والقاعدة في عمليات التعلم والتعليم أن الإنسان قادر على
تغيير طريقة تفكيره ومشاعره عن نفسه والآخرين والعالم المحيط به، وإذا كان الأب
يرى أن ولده يستطيع تغيير سلوكه وطريقة تفكيره، فينبغي أن يوجه هذا الكلام لنفسه
من باب أولى.
وفيما يخص المشاعر السلبية تجاه
المولود، فإن بعض هذه المشاعر السلبية يحاول الأب إخفاءها ظناً منه أن هذا هو
العلاج، وليس الأمر كذلك، فهي تقبع تحت السطح لتظهر في بعض الحالات كحالات التعب
والغضب والانفعال، كما أن إنكارها يجعلها تبدو بشكل أكبر من حجمها الحقيقي، فلابد
إذاً من مواجهة المشاعر السلبية وأن ندرك أنها طبيعية وليست موجهة ضد الطفل
بالذات، وقد تكون المشاعر في الاتجاه المعاكس إيجابية أكثر من اللازم دون تصور
التعب والسهر الذي يحصل مع المولود الجديد، فالواجب التوسط.
هل أستطيع القيام
بمهمة التربية؟
إن القلق وانشغال البال بشأن تربية الأولاد
لها دلالة صحية، فهي أفضل بكثير من مجرد الثقة ومخادعة النفس والتوهم بأن الإنسان
سينجح في التربية من المحاولة الأولى، كما أن قراءة الكتب قد تكون مخيفة حيث يتصور
البعض أن هناك الكثير من القواعد والأمور التربوية التي يجب تعلمها وحفظها وأن
الموضوع كبير ويحتاج إلى جهد جهيد، ومما يساعد الآباء هنا على تجاوز هذه المرحلة:
محاولة الفهم البسيط والأساسي للأبناء، والاعتماد على الفطرة السليمة، والحكمة في
التصرف، والتحلي بالهدوء والتفكير عند التصرف، بجانب الرغبة في التعلم والاطلاع
ووجود المحبة وبذل الجهد.
هل سيكون ولدي سليماً؟
قد يكون التقدم الطبي عامل مساعدٌ جداً
في هذا الأمر، لكن هناك دور كبيرٌ أيضاً لتفهم الأبوين وتقبلهما للوافد الجديد،
وأنهما سيوفران له كل المحبة والرعاية التي يحتاجها، فالنجاح والتوفيق متوقف إلى
حد كبير على تفهم الإنسان وموقفه من الأمر واستعداده النفسي، ولا مبرر للشعور
بالذنب، حيث لا خطأ على الوالدين ولا ذنب على الطفل.
التوقعات الواقعية:
لابد للوالدين كما يتوقعا أن يكون مجيء
الولد مليئاً بلحظات من السعادة والمرح والبهجة، أن يتوقعا أيضاً مزيداً من لحظات
البكاء وكثيراً من التعب والجهد والسهر وتقديم الرعاية والخدمة للمولود على مدار
24 ساعة، ويساعد فهم الوالدين للدور الهام الذي ينبغي عليهما القيام به على تجاوز
هذه العقبات، وأن هذه مرحلة قصيرة وستمر سريعاً.
الفصل الرابع
العلاقة بين الوالدين
علاقة الوالدين لا تقل أهمية عن
العلاقة بينهما وبين ولدهما، فهي تؤثر بشكل كبير في نمو الولد وترعرعه إيجابياً
وسلبياً، فالحياة الزوجية السعيدة المليئة بالمرح والضحك المشترك وتقدير مشاعر
ومصالح الطرف الآخر، والمسؤولية المشتركة، كل ذلك يقدم نموذجاً من القدوة الحسنة
للطفل، ويعزز شعوره بالأمن والامان، وعلى العكس من ذلك فالجو المشحون بالخصومات
والاضطرابات والخلافات والغضب وارتفاع الأصوات والبكاء وعدم الثقة يشتت ذهن الطفل
ويؤدي به إلى القلق وعدم الاستقرار وتشويه صورته لنفسه وللحياة والعالم من حوله.
من الطبيعي أن تكون هناك مشكلات في العلاقة
الزوجية، لكن سيكون من الأفضل للحياة الأسرية أن يكون هناك صراحة بين أفراد
الأسرة، وأن يكونوا قادرين على الحديث المباشر مع بعضهم العبض، وتبقى أفضل بيئة
للولد هي المنزل الذي يحترم فيه الزوج رأي زوجه ووجهة نظرها، والذي يفسح للطرف
الآخر مجال الحرية للتعبير عن مشاعره وأفكاره، وكل ذلك من خلال إشعار الآخر بقيمته
الشخصية والفردية.
التأثير
على التقدم المدرسي:
يستمر الكاتب في بيان العلاقة بين
الأبوين وتأثيرها على التقدم الدراسي لدى الولد، فالمشكلات تسبب القلق وعدم الامان
لدى الطفل، مما يؤدي إلى قلة التركيز، فالتأثير السلبي على الدراسة.
ويعتمد أيضاً هذا التأثير على شخصية
الطفل، فقد يكون مزاجياً، أو عدوانياً، او مزعجاً، وكل هذه المشكلات التي تنتج عن
العلاقة السيئة بين الأبوين تنشأ عنها مشكلات أخرى للطفل في المدرسة، ومع
الأصدقاء، فيتفاقم الوضع أكثر. وتدخل الأسرة والطفل في حلقة مفرغة من المشكلات لا
تستطيع حينها التمييز بين الأسباب والنتائج أو المشكلات الأصلية والمشكلات
الفرعية.
انفصال
الأبوين:
يفاضل الكاتب هنا في موضوع انفصال
الأبوين بين المعاناة المزمنة والصعبة للطفل نتيجة العيش في وسط المعارك والنزاعات
المستمرة، وبين الصدمة النفسية التي يسببها الانفصال.
ومن الخطأ الاستمرار في العلاقة وإنجاب
طفل جديد على أمل أنه سيصلح العلاقة بين الأبوين، بل العكس ما يحدث حيث تسوء
العلاقة أكثر. وقد يؤدي الانفصال في بعض الأحيان إلى جو من التفاهم والمودة لكنه
قد يؤدي في أحيان أخرى إلى مشكلات أكثر كتحمل مسؤولية الطفل من طرف واحد، وقد
يعتبر الطفل الطرف غير المسؤول مصدراً للتسلية والهدايا والألعاب، فيؤثر ذلك
سلبياً على الطرف المسؤول عن الرعاية والتربية، وفي بعض الحالات يقوم الطرف غير
المسؤول بانتقاد الآخر أمام الطفل مما يشوش الطفل وتزداد نظرته السلبية تجاه من
يرعاه، لاسيما أن هناك مشكلات تنشأ من الاحتكاك المباشر والرعاية، فيزداد الوضع
سوءاً.
النصيحة هنا أن يهتم الوالدان بتربية
الولد ورعايته وعدم إقحامه في خلافات الأبوين أو فهم المشكلة بينهما، كما يفيد أن
يتعامل جميع الأطراف مع الطفل تعاملاً طبيعياً محترماً ومقدراً للطرف الآخر، وعدم
الخوض في مقارنات بين الطرفين، وعدم استعمال الولد في الوشاية بين الطرفين ومعرفة
خصوصياتهما.
ليحاول كلا الطرفين تقديم أفضل ما يمكن
تقديمه للولد دون التنافس المذموم. كما أنه من الأفضل ألا يقدم الطرف المسؤول نفسه
للطفل على أنه صاحب الفضل عليه وأنه القائم برعايته، فهذا جزء من مسؤولياته تجاهه،
وهو نتيجة طبيعية لقرار ليس من كسب الطفل بل من كسب الطرفين.
الفصل الخامس
دور الأب وبقية أفراد
الأسرة
دور
الأب:
الفكرة الرئيسية هنا هي حث الاب على
مشاركة الأم في تربية ورعاية الأولاد خاصة في المراحل المبكرة من حياة الأطفال لا
سيما في الحمل والإنجاب وفترة الرضاعة، وبشكل عام المشاركة في أعمال البيت وعدم
التأثر بنظرة المجتمع والثقافة السائدة.
لا شك أن هذا مما يريح الأم ويرفع
معنوياتها في هذه الأوقات العصيبة في حياتها، هذه المشاركة أيضاً تساعد الأب في
التعرف على ولده عن قرب، وتدعم الأواصر بينه وبين زوجته، ومن المفيد أن يفهم الأب
أن بعد الزواج ليس كما قبله، فبعد الزواج تظهر مسؤوليات جديدة عليه أن يوفق أوضاعه
ونظام حياته معها، لتتكون الأسرة المحبة المتعاونة المتماسكة.
دور بقية أفراد
الأسرة:
يشير الكاتب هنا إلى أهمية التعرف على مزاج
الطفل وشخصيته وعدم إكراهه على اللعب مع احد، هل هو ممن يحب الاجتماع ومصاحبة
الآخرين والتعرف عليهم بسهولة، أم هو من النوع الآخر الذي يفضل العزلة ويخجل من
الاجتماع، وغير ذلك.
إذا عرفنا ذلك فيمكننا حينئذ معرفة
الدور الذي نحتاجه من بقية أفراد الأسرة، دون ان يتدخل أحد في حياتنا وخصوصياتنا،
وفي نفس الوقت نأخذ النصيحة الجيدة من أهل الخبرة وأصحاب التجارب.
الفصل السادس
فكرة الولد عن نفسه
وانفعالاته
ليس المطلوب عدم الحزم مع الطفل، وإنما
المطلوب التعامل في الحزم بالطريقة الصحيحة، لأن هذا سينعكس على شخصية الطفل، فإذا
كنت حازماً وقلت له يا كذاب، فسوف يكون فيما بعد انطباعاً عن نفسه بناءً على هذه
الكلمات، فالمقصود: انتقاء الكلمات بعناية عند التعامل مع الأطفال، وأيضاً الكبار.
وليتذكر الأب دائماً أنه أمام طفلٍ لم
يصل بعد إلى مرحلة السيطرة الكاملة على حياته. وعلى الأب دائماً أن ينتقد الفعل
وليس الشخص، وأن يكون حذراً في اختيار الكلمات.
القاعدة الذهبية هنا أن نقبل الأولاد
كما هم، وأن نساعدهم على تكوين الشعور الحسن والإيجابي عن أنفسهم؛ ليصبح فيما بعد
إنساناً إيجابياً مطمئناً قادراً على التحكم في سلوكه وتصرفاته، وينعكس ذلك فيما
بعد على نظرته للعالم وعلاقته بالآخرين.
((إن مساعدة الولد على رؤية نفسه
كإنسان ذي قيمة، وعلى الشعور بالأمن والأمان، وعلى السعي لفهم سلوكه والسيطرة
عليه، تعتبر من العناصر الأساسية المكونة للعلاقات الناجحة بين الولد ووالديه))..
التعامل
مع غضب الولد:
يشير الكاتب هنا إلى ضرورة الاعتراف
بمشاعر الأطفال عند الغضب والانزعاج وألا نلغيها تماماً، بل علينا أن نفهمه أننا
ندرك شعوره بالغضب والاستياء من موقف ما لكن هناك مصلحة أخرى ينبغي أن نقدمها، ومن
المهم التركيز على أن عدم الاعتراف بمشاعر الطفل قد يؤدي إلى الكبت، ومن ثم إلى
تكوين إنسان مشتت الشخصية، ضعيف الثقة بنفسه، وقد تكون هناك أيضاً مشكلات جسدية
بسبب علاقة الحياة النفسية بالحياة البدنية.
كيف
تتصرف الأم مع غضب ولدها؟
على الأم أن تراعي في المقام الأول مشاعر طفلها،
وأن تعلم جيداً أنه لا زال طفلاً لا يحسن استخدام اللغة والكلمات، وعليها أن تتقبل
طفلها وأن تتقبل غضبه، فهو حق مشروع له، لكن مع ذلك تعلمه الطريقة الصحيحة للتعامل
مع هذا الغضب.
عدم
السعادة:
على الولد أن يتعلم أنه سيواجه ولا شك
مشكلات في الحياة وصعوبات وأزمات، فعليه أن يعرف كيفية التعامل مع مشاعر الألم
والانزعاج والإساءة وخيبة الأمل، ويتعلم أيضاً أنه لا مشكلة في البكاء، بل ينبغي
أن يكون البكاء منضبطاً، ولا يكون مصطنعاً أو بدون داعي؛ ويمكن تعرية البكاء
المصطنع أمام الطفل للكف عنه. كذلك يفيد أن نشجع في الطفل تحمل المسؤولية والعمل
بدل التواكل، والقدرة بدل العجز.
نقطة
أخيرة في قضية الانفعالات:
ينبغي التأكيد هنا على الفروق الفردية
بين الأطفال في انفعالاتهم، علينا أن نتفهم ذلك وأن نصبر عليهم وأن نشعرهم بذلك،
كذلك علينا أن نتفهم الحالة المزاجية ودورة الحياة اليومية للطفل وتنوعها من وقت
لآخر، وما يؤثر فيها وما يؤثر عليها، وأن نحسن التعامل مع هذه التغيرات.
الفصل السابع
نمو الشخصية
يتحدث الكاتب في هذا الفصل بإيجاز عن
أربعة مفاهيم رئيسة: المبادرة، واحترام خصوصيات الولد، ووالشعور بالقدرة والكفاءة،
واحترام الذات.
المبادرة:
وتعني أن يفعل الطفل العمل بنفسه أو أن
يتشارك مع من هو أكبر منه في العمل، وهذه مهمة جداً في السنوات الأولى من حياة
الطفل للتدريب على تحمل المسؤولية وأخذ زمام المبادرة في قابل الأيام.
احترام
خصوصيات الولد:
يؤكد الكاتب هنا على حاجة الطفل إلى أن
تكون له خصوصيات يختارها بنفسه، ويحترمها الآخرون، وهذه الحاجة تنشأ عند الطفل في
سن السادسة تقريباً.
ينبغي هنا أن نساعد الطفل على حسن
الاختيار، وتحمل مسؤولية الاختيار، واحترام خصوصيات الآخرين.
وحذار أن نقع في رفض اختيار الطفل
المباشر، بل التعامل مع بأناقة واحترام وبيان الأسباب التي تدعونا إلى رفض
اختياره.
هناك من المبادرات الجيدة التي يقوم
بها الأطفال، لكن مع أشخاص غير مناسبين أو في أوقات غير مناسبة، علينا أن نفهم
الطفل أن المشكلة في الوقت أو في مناسبة الشخص، وليس في المبادرة حتى لا يتوقف عن
المبادرة بل يجيد استغلالها.
الشعور
بالقدرة والكفاءة:
على الوالدين أن ينميا لدى الطفل
الشعور بالقدرة والكفاءة من خلال تقديم التشجيع والمساعدة في أداء المهام
التعليمية، ويمكن تحقيق الكثير في هذا الشأن من خلال اصطحاب الطفل إلى المكتبات
والمتاحف والمعارض وزيارة الأماكن التعليمية بشكل عام، وكذلك تأمين الكتب والمراجع
المناسبة داخل المنزل، كما يجب التركيز على التميز في شخصيته وذاته وصفاته الخاصة،
وأن يشرح له الوالدان كيف أنه إنسان قائم بحد ذاته يحمل هويته وخصائصه، ويشعر
بمشاعره وأفكاره وسمعه وبصره، وأن ينميا إيجابيات ويتدارك نقاط ضعفه.
احترام الذات
إن الولد الذي ينشأ في أسرة تقدم
لأفرادها التشجيع، ويقدَّر فيها الولد كإنسان مكرم، فإنه سيتعلم الثقة بنفسه
وبالآخرين، ومن ثم سيتعلم روح المبادرة والشعور بالكفاءة، وبذلك يكون قد تعلم
أمراً جوهرياً هاماً في نمو الشخصية وتطورها ألا وهو قبول الذات واحترامها، حيث
يعتبر احترام الذات من المواضيع المهمة في تطوير الشخصية والصحة النفسية للإنسان،
فالولد المصاب بضعف القدرة على قبول ذاته واحترامها يميل إلى الخوف والتردد،
والغالب أن يكون حزيناً منعزلاً عن الآخرين، بخلاف الولد الذي يحترم ذاته ويقدرها.
وغالباً ما يكون عند الفتيات نسبة أعلى
من ضعف الثقة بالنفس، بسبب الوضع الاجتماعي الذي توضع فيه المرأة بشكل عام داخل
المجتمع. وقد أشار الكاتب إلى ميزات الأسرة التي تربي ولدها على احترام الذات
والثقة بالنفس:
-
يتلقى
الولد الحب غير المشروط من والديه.
-
لا
يهدَّد الولد أبداً بسحب هذا الحب.
-
الأسرة
تساعد الولد على قبول عواطفه وانفعالاته ومشاعره.
-
هناك
حديث دائم في الأسرة حول ما يهم هذه الأسرة من قرارات.
-
يُدعى
كل فرد للإبداء برأيه ووجهة نظره.
-
يعرف
الوالدان رغبات الولد.
-
يشارك
الوالدان تجاربهما مع الأولاد.
-
يسمع
الوالدان لما يريد الولد.
-
يحترم
الوالدان خصوصيات الولد.
-
يعرف
الوالدان طبيعة الولد وشخصيته.
-
يشعر
الولد أنه إنسان هام بالنسبة لأمه وأبيه.
-
الكل
يفهم ويعرف القواعد المنزلية التي وضعوها بالمشاورة وتبادل الآراء.
-
يعرف
الولد علاقته بوالديه ومسؤوليته أمامهم.
-
يعرف
الولد بوضوح ما هو السلوك المقبول وما هو السلوك غير المقبول..
-
يعامل
الوالدان ولدهما بموضوعية وعدل واحترام.
-
لا
يُحرج الإنسان وينقص من قدرته وقيمته، ولا يُستهزأ به وبآرائه.
-
لا
يُستعمل مع الولد عبارات الإهانة والنقص من القدر.
-
لا
يُعارض الولد في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه.
-
هناك
الكثير من العطف مع التماس والملاعبة.
-
إدراك
الولد أنه محبوب ومرغوبٌ فيه داخل الأسرة.
-
إدراك
الولد ان أبواه يقدرانه ويحترمانه طوال الوقت.
-
لا
تُدرس الثقة بالنفس للولد كأمور نظرية، بل تقدم له بالتدريج.
-
تشجيع
الولد على استعمال اللغة الإيجابية عن نفسه.
-
تشجيع
الولد على استعمال لغة تنم عن أنه مسؤول عن أعماله.
-
تشجيع
الولد على التعبير عن نفسه بـ "أنا" وليس بصيغة الغائب.
-
تشجيع
الولد على النظر في وجه الآخرين عندما يتحدث معهم.
-
تعليم
الولد كيف يقدم لنفسه اقتراحات يكررها على مسمعه، ويكتبها في ورقة.
-
مساعدة
الولد على وضع أهداف واقعية ممكنة التحقيق لنفسه.
الفصل الثامن
المزاج
يبدأ تشكيل المزاج عند الطفل في
السادسة من عمره تقريباً، ويعتقد أنها موروثة من الأبوين، وهي المادة الأولية
لتكوين الشخصية، ويعني المزاج أن للولد ميلاً خاصاً لنوع من السلوك والتصرفات؛ إلا
أن للأبوين دور رئيسي في طريقة تعلم الولد كيف يعيش مع مزاجه وطبيعته، وكيف يطور
هذه المواصفات، وكيف يتعلم السيطرة عليها وتوجيهها. ويفيد أن نتذكر أن الولد لا
يختار بإرادته طبيعته ومزاجه.
الولد
السلبي أو الصعب:
إذا وجد الوالدان مع ولدهما جوانب
سلبية في عاطفته ومزاجه، فالشيء الهام أولاً أن يتقبلا هذا الأمر ويتفهمانه، ولا
يعني هذا الاستجابة الدائمة لطلباته ورغباته، بل التوجيه الإيجابي لها.
الولد
المبتهج والسعيد:
هذا الولد يجعل مهمة الأبوان أيسر
وأسهل، فسوف يتكيف هذا الولد بسهولة ويسر مع تغيرات الحياة والروتين، وسيتجاوز
الصعوبات والعقبات بسرعة، وسيتمتع بموقف إيجابي دوماً تجاه الحياة والمستقبل،
والنصيحة هنا ألا نستغل هذه الطيبة في الضغط عليه بالأوامر والتعليمات.
الطفل
المنسحب الانطوائي:
يجب الانتباه إلى عدم إهمال الطفل الانطوائي
وتركه يتصرف بمفرده، وإنما يفضل ان يفتح له المجال والفرصة لإبداء الاهتمام
والرغبة في بعض الأعمال، ويفيد أن نقول إن العقاب لن يساعد هذا الطفل على تغيير
مزاجه، بل ليحاول الوالدان أن يساعدوه على تقبل مزاجه وطبيعته، فسوف تصبح حياته
أسهل وأسعد عندما يحدث ذلك.
اقبل الولد كما هو وحاول أن تساعده على
أن يصبح إنساناً ناجحاً وسعيداً في الحياة، ولنتذكر أن ثراء طبائع البشر يكمن في
تنوعها واختلافها بين الناس، ولنتذكر أيضاً أن الصفات التي تجعل الولد صعباً في
صغره قد تكون هي ذاتها من أسباب نجاحه في شبابه ونضوجه، كالتصميم على فعل الشيء
مثلاً، فالواجب عدم كبت هذه الصفات ومنعها بل تقبلها وتفهمها والتعامل معها بذكاء.
الفصل التاسع
النمو العاطفي
يهتم كثير من الآباء بالاحتياجات
المادية وربما العقلية؛ إلا أنهم قد يغفلون الاحتياجات العاطفية، لكن تبقى
التأثيرات الأسرية من أهم العوامل المؤثرة على العاطفة؛ فالجو المشحون بالتوتر
والجدال لا يعطي الطفل الفرصة المطلوبة للنمو العاطفي الصحي.
إذا كان الأب مثلاً من النوع القلق
والكثير التخوف من الناس فقد ينشأ الطفل ليكون قليل الثقة بالناس، وقلقاً مثل
والده، وكذلك إذا كانت عاطفة الأم تميل إلى الاكتئاب والنظرة المتشائمة للأمور فقد
يكون ولدها متردداً وضعيف الثقة بنفسه.
موقف الأبوين من نفسيهما، ومن الناس من
حولهما، ومن الحياة بشكل عام سيكون له الأثر الكبير على عاطفة الأولاد، ومن المهم
أن يكون الجو العام للأسرة مشجعاً للأولاد على التعاون والعمل المشترك، بدل أن
يدعوهم دوماً إلى التنافس والعمل الفردي.
طرق
تنمية صحة الطفل:
1- فهم احتياجاته: من خلال إعطاءه المحبة
والدفء والاهتمام، وذلك من خلال الجلوس معه وقضاء الوقت المناسب في صحبته، في
الكلام أو اللعب والقراءة. وأن نقبله كما هو، وأن يُعطى الأمن وإشعاره بالتواجد
معه دوماً.
2-
تعويده
الاعتماد على ذاته: من خلال إشعاره بأننا نثق في إمكاناته وقدراته، وأن نتجاوز عن
الخطأ أثناء محاولاته، وأن نترك له القيام بأموره وأعماله الخاصة، وألا نفرط في
حمايته ورعايته، وأن نشركه في أعمال المنزل، فمن غير العدل أن تترك كل الأعمال
والمسؤوليات لفرد واحد كالأم مثلاً، كذلك علينا احترام خصوصياته.
3-
إعطاءه
التوجيه والهداية: من خلال إعطاءه أرضية صلبة تمكنه من اتخاذ القرارات في مستقبل
حياته، وتعريفه بدينه وقيمه وإيمانه، وتعليمه ما هو حلال مقبول، وما هو حرام
مرفوض، وتعليمه بالقدوة والسلوك لا بمجرد الكلام، كذلك على الوالد أن يثق بولده؛
فالثقة بين الولد ووالده من الأمور الحساسة والهامة في نشأته الأخلاقية والدينية
والحياتية بشكل عام.
4-
وضع
قواعد في المنزل: كقواعد النوم والطعام والدراسة وغيرها، كما يجب إيجاد روتين
ونظام داخل البيت، ووضع حدود عادلة ومعقولة، ولابد من اتباع هذه الضوابط والقواعد
على الدوام، والمعاقبة على مخالفتها، ولابد من المكافئة على السلوك الجيد الحسن،
فكل سلوك يعزز ويشجع فإنه سيتكرر في المستقبل.
5-
إشراكه
في مشكلات الأسرة: وهذا من الامور المفيدة في حياة الطفل حيث يختبر الحياة بحلوها
ومرها وهو في بيت والديه، وبذلك سيكون أقدر على مواجهة ما تأتي به الحياة من
صعوبات وتحديات.
6-
فهم
أصدقاء الولد: فنكون على مستوى توقعاته تجاه أصدقاءه، وليحذر الوالدان من الانجرار
لتقليد أهل الأصدقاء في معاملتهم لأبناءهم، فقد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، وليتجنب
الوالدان اتيار أصدقاء الولد، بل يعلماه طريقة الاختيار الصحيحه، ويتحدثان معه في
الأمر باستمرار، ويمكن للوالدان أن يؤثرا في نوعية الأصدقاء من خلال اختيار مكان
السكن المناسب، واختيار المدرسة المناسبة، فكل ذلك يؤثر في نوعية الأصدقاء.
7-
مساعدة
الولد على التعلم: من خلال متابعة واجباته المدرسية، والاجتماع بمعلميه والتحدث في
تقدمه ونموه، وألا نضغط عليه ليتعلم، وكذلك رفع موانع التعلم كالمرض.
8- إشراكه في تجاربنا الخاصة: من خلال
التحدث معه عن ذكرياتنا وطفولتنا، وعلاقاتنا وصداقاتنا، ومهنتنا وعملنا، والقيام
بمشاريع مشتركة مع الأسرة.
الفصل العاشر
الاستمرارية ونمو
الحب والثقة
مع نمو الولد ليصبح إنساناً بحد ذاته،
له خصائصه وصفاته المميزة، سيشعر الوالدان بقربهما من ولدهما أكثر وأكثر، وتعتمد
نوع العلاقة في هذه المرحلة وإلى حد كبير على طبيعة علاقة الوالدين بولدهما في الأسابيع
والأشهر الأولى من حياته.
من خلال تكوين هذا الرباط تنمو العلاقة
والمحبة بالاتجاهين بين الولد ووالديه، وإذا فشل تكون هذا الرباط في السنة الأولى،
كأن يترك الولد لرعاية عدد كبير ومختلف من الناس كما قد يحصل في دار الأيتام، أو
كأن يترك بمفرده لمدة طويلة لا يختلط فيها بأحد، فسيصعب عليه في مستقبل حياته أن
يعوض عن هذا الحرمان العاطفي والنمائي.
الثقة من الأمور الأساسية التي تعلمها
الولد في السنة الأولى من حياته مع والديه تعطيه أرضية صلبة هامة في حياته وتكوين
شخصيته، حيث ينطلق من هذه الأرضية ليستكشف العالم من حوله، وإذا تعلم الولد الثقة
بأبويه فسيتعلم أيضاً الثقة بالناس الآخرين، وتجعل منه هذه الثقة التي تكونت بينه
وبين أبويه إنساناً اجتماعياً ومرحّباً بالآخرين.
ومن الأمور المهمة في زرع شعور الثقة
عند الولد "الاستمرارية"، وتعني: أن يتصرف الوالدان بمعيار واحد، وموقف
واحد ثابت، ففي الاستمرارية سيتعلم الولد وبسرعة أن الأرضية التي يتعامل من خلالها
مع والديه أرضية ثابتة، ومهما كان طبع الولد ومزاجه فإنه ينمو ويكبر بشكل أفضل
وأصح في جو من النظام والروتين المعروض والواضح في حياته.
ومما يحتاجه الإنسان طوال طفولته أن يعرف
ان هذه الرعاية والمحبة متوفرة له على الدوام من قِبَل والديه، وأنهما لن يحرمانه
من هذه الرعاية. وكل هذا سيساعده على تكوين صورة واضحة عن العالم والحياة ونفسه
ووالديه والآخرين، ويساعده أيضاً على رؤية مكانته وقيمته الذاتية في هذه الحياة.
الفصل الحادي عشر
نمو اللغة والكلام
اللغة ليست فقط مجرد وسيلة للتخاطب مع
الآخرين، وإنما هي جزء حيوي وأساسي من الهوية الذاتية لكل واحد منا. ومن العجائب
الرائعة في الحياة والدالة على عظمة الخلق والخالق هو ما يحدث بين الشهر الرابع
والسادس من تطور الولد عندما يدخل مرحلة إصدار التصويت والتمتمة.
من
التصويت إلى الكلمات:
حتى يفهم الإنسان دلالات هذه الأصوات
وما ترمز إليه فإنه يحتاج للكثير من التعلم، ومن خلال الوقت يبدأ الولد العربي
يفترق عن الولد الصيني أو الإنكليزي أو الهندي أو الماليزي، إلا انه بعد فترة
تتحدد أصواته بأصوات أبويه وقومه. لذلك فمن المهم جداً تشخيص حالات فقدان السمع في
وقت مبكر جداً لأننا يمكن أن نحسن حاسة السمع في بعض الحالات، وبذلك نساعد الولد
على تطوير مرحلة التصويت إلى مرحلة الكلمات الكلام.
نمو
الكلام في المراحل الأولى:
الأفضل للطفل بعد أن يدخل مرحلة
التصويت أن يسمع من حوله أصواتاً وكلمات ومحادثات، وعلى الوالدين أن يتكلما معه
ويُسمعانه أصواتهما.
ويفيد الأم كذلك أن تقلد الأصوات التي يصدرها
ولدها، وتكررها على مسمعه، ويمكن للأم أو الأب أن يقوما بجلسات محادثة طويلة مع
ولدهما، حيث يصدرا الأصوات وينتظراه ليأخذ دوره ويصدر أصواته ويقول كلمته في
الموضوع.
ولا يقلق الأبوان إن تأخر الولد قليلاً
في إصدار هذه الأصوات، فهذه المرحلة قد تبدأ ما بين 4-6 أشهر، إلا أن بعض الأولاد
قد لا يصدر الأصوات إلا وهو في النصف الثاني من السنة الأولى، وإذا قلق الآباء على
نمو ولدهم فيبقى الأولى استشارة أخصائي الأطفال، وقد يلاحظ التراجع إلى الأصوات
الطفلية عندما يكون الولد منزعجاً أو يريد أمراً من أبويه، ونشير هاهنا إلى أن
النمو اللغوي يبدأ في مرحلة مبكرة ومن ثم يتسارع بعد السنة الأولى من العمر.
والكثير مما يسمى أخطاء الأولاد
القواعدية إنما هي نتيجة محاولة الولد أن يطبق قواعد اللغة والكلام التي يتعلمها،
فيفضل ألا يبالغ الأهل في تصحيح أخطاء الولد، والمهم أن يتابع الكلام واستعمال
اللغة، ويحاول ويجرب بدل أن يكون دوماً دقيقاً وصحيحاً فلا يتكلم ولا يجرب.
ضوضاء
الأولاد:
إن الأطفال بطبعهم ضوضائيون يصدرون
الأصوات باستمرار، ولذلك إذا فهم الأهل هذه الحقيقة فسيوفرون على أنفسهم الكثير من
العناء والجهد الضائع في محاولة تهدئة الولد.
ولا يفيد هنا أن نجعل من الولد مخلوقاً
هادئاً لا صوت له ولا حراك، فالولد يحصل على متعة كبيرة لمجرد إصدار الأصوات،
ويفيد للأهل أيضاً أن يتوقعوا أن وجود ولد في المنزل يعني وجود الطاقة والحيوية
والضوضاء والأصوات.
رفع
الصوت الفجائي:
إن من وسائل الإنسان في التنفيس عن
نفسه هي أن يرفع صوته أو يطلق صرخة، وقد يرتكس الآباء لمثل هذه الصرخة بالانزعاج
والانفعال، فعلينا ضبط أنفسنا، وألا نشجع الولد على مزيد من الصراخ بصراخنا نحن.
الولد
الكثير الكلام:
إن الولد الذي يتحدث ويتكلم إنما هو
ولد منطلق محب للاختلاط بالآخرين والعالم من حوله، وإذا وجد الآباء تعباً من هذا
السلوك فليذكروا كم يتعلم ولدهم من خلال هذا الكلام وهذه المحادثات.
أسئلة
الأولاد:
إن القاعدة الجوهرية في التعامل مع
أسئلة الولد هي أن يُنظر إليها على أنها جزء من عملية التعلم الطويلة في حياة
الولد، وأن يحاول الأهل إجابته على أسئلته بقدر معقول قدر الإمكان، وأن يعطوه
المعلومات التي يحتاج، ويجب على الآباء أن تبقى إجاباتهم واضحة وبسيطة، وبعيدة عن
التعقيد، وإن من الأمور التي يقدرها الأولاد كثيراً في آبائهم هو العدل
والموضوعية.
تكلم
معه ليتكلم معك:
إذا كنت منفتحاً ونزيهاً مع ولدك،
وتأخذ تساؤلاته باهتمام وجد، فإن ولدك لن يُمانع أبداً عندما تطرح عليه أسئلتك في
المستقبل، فأنت كلما شاركت ولدك الآن، كلما شاركك في السنوات القادمة، فافتح له
صدرك وتحدث معه.
شجع
على نمو اللغة والكلام:
إن مساعدة الولد على تطوير لغته يعتبر
من الأمور الهامة جداً التي يقدمها الوالد لولده، وهنا بعض التوجيهات في تطوير
اللغة لدى الطفل:
1-
تكلم
معه قدر ما تستطيع، واستعمل اللغة في وجوده.
2-
استمع
له.
3-
شجعه
على استعمال الكلمات كلما كان هذا ممكناً.
4-
شجعه
على جهوده التي يبذلها.
5-
صحح
له الأخطاء بلطف، ولكن حاول أن تتجنب التصحيح كلما فتح فمه ليتكلم، لأنه قد يؤثر
الصمت بدل الحديث والمحاولة.
6-
لا
تتسرع لتكمل له جملته إن أبطأ، أو تزوده بالكلمة.
7-
اقرأ
له، فالقراءة أمر ممتع ومثير للغة والكلام.
8-
لا
تضغط عليه أو تفرض عليه استعمال اللغة والكلام والقراءة.
الطفل
المتأخر الكلام:
تختلف عند الأولاد سرعة تطور الكلام
واللغة، كغيرها من أشكال التطور والنمو، فالكثير من العظماء في التاريخ كانوا ممن
تأخر بالكلام في طفولتهم، إلا أنهم قضوا بقية حياتهم يعوضون عما فاتهم في صغرهم. والنصيحة
هنا أنه إذا اعتقدت أن عند ولدك مشكلة في هذا الجانب فالأولى أن تتحدث مع طبيب
الأسرة، فنحن كلما أسرعنا في تشخيص مثل هذه الحالات المرضية كلما استطعنا أن ننقص
من تأثيراتها السلبية الدائمة المعيقة لتطور الولد. ومهما كان الأمر فلا تجعل
الولد يقلق على لغته وكلامه، فهذا القلق سيزيد إعاقة نموه أكثر.
مشكلات أخرى للكلام:
صحيح أن كل الآباء يريدون لولدهم ألا
تكون عنده صعوبة في الكلام، ولكن طالما أننا استطعنا أن ننفي وجود مرض عضوي جسدي
فالغالب أن يتجاوز معظم الأولاد هذه المرحلة ويستقيم كلامهم.
التأتأة:
تحدث التأتأة لأسباب نفسية أكثر منها
عضوية، والغالب أن يكم الخطأ في نوعية علاقة الولد بالآخرين من حوله، أو أنها تحدث
بسبب الصدمات النفسية الشديدة، ولكن من أكثر أسباب التأتأة ما يجري في المنزل
عندما يغضب أحد الوالدين من الولد فيكلمه بغضبٍ معنفاً له على عمل قام به، ولا
يتيح له الفرصة للحديث الهاديء للدفاع عن نفسه.
ليحاول الأهل الصبر وأن يعطوا الولد
الوقت والرعاية، ويشعرانه بالمحبة له، ويساعدانه على الشعور بالأمن، وعدم العجلة
والمسارعة، والاسترخاء وعدم الارتباك فيما يتعلق بالكلام، ولا تشر للطفل أبداً أنك
منزعج أو خجل أمام الناس من أسلوب كلامه.
ومن المفيد في علاج التأتأة: التغني
والترنم بالآيات القرآنية والأبيات الشعرية والأناشيد والقصائد، وخاصة الإنشاد
المشترك مع الآخرين. وانتبه ألا تستهزيء به، وألا تسمح لأحد أن يغيظه أو يسخر من
أسلوب كلامه.
وأخيراً إذا استمرت الصعوبات الكلامية
فتحدث عندها مع طبيب الأسرة أو الأخصائي النفسي، والذي قد يحول الولد إلى أخصائي
المعالجة الكلامية.
تعلم
لغتين أو أكثر:
هناك بعض الأولاد يعانون نتيجة النمو
في بيئة ثنائية اللغة، ولكن هناك أيضاً من يكتسب الكثير من الإيجابيات في مثل هذه
البيئة، والنقطة الأهم في الموضوع ليست مجرد عدد اللغات وإنما أسلوب تعامل الأسرة
مع هذه اللغات داخل المنزل، وهذه بعض التوجيهات المتعلقة بالموضوع:
-
قدم
الولد أولاً بشكل سليم إلى لغة واحدة، وفي حالاتنا هي اللغة العربية.
-
مع
تعليمه العربية كلغة أولى افسح له المجال ليستمع للغة ثانية.
-
بعد
أن يبدأ بإتقان اللغة الأولى وامتلاك مفرداتها، فسيبدأ بالتقاط الثانية.
-
لا
تنفع أبداً محاولة إجبار الولد على استعمال لغة واحدة من دون الثانية.
-
مما
ينمي قدرة الولد على اللغة العربية واللسان السليم تلاة القرآن وحفظه.
-
تأكد
من توفر المواد الثقافية في المنزل باللغتين.
-
من
المهم أن يتفق الأبوان على سياستهما المتبعة في المنزل فيما يتعلق باللغة والكلام
باستمرار.
الفصل الثاني عشر
نمو الذكاء
يعرف الذكاء بأنه عبارة عن قدرة
الإنسان على رؤية العلاقات بين الأشياء واستعمال هذه العلاقات لحل المشكلات، وهذه
القدرة قد تختلف من ولد لآخر، ولكن مع وجود البيئة المناسبة للتعليم والتوجيه،
فحتى الولد الذي لم يلد بقدرات ذكائية عالية كحالة الولد الذي يصاب برضوض الدماغ
يمكنه أن يتعلم كيف يتعامل ويتصرف مع الكثير من الحالات.
يمكن لأي إنسان أن يكون حاذقاً في أمر،
ولكنه عاجز في أمور ومشكلات أخرى، فليس الذكاء على جميع المستويات، ومن المهم هنا
أن يحاول الأب أو الأم أن يفتح لولده فرصاً واسعة لتنمية الانتباه والقدرة على حل
المشكلات والمسائل.
فكر في أعمال بسيطة بمقدور ولدك القيام
بها، واقض معه بعض الوقت الإضافي للقيام بالأعمال التي يجد فيها صعوبة كوظيفته
المدرسية، ويجب أن يشعر الولد أنه مهما حدث معه داخل المنزل أو خارجه أن بإمكانه
دوماً الحديث معك في الأمر، وهذا لا يعني طبعاً أنك لا ترشده إلى الخطأ وإلى ماذا
عليه فعله في المستقبل، وإنما يعني أن تكون دوماً عادلاً ومساعداً ومؤيداً له.
ويمكنك أن تشرح لولدك أنه لا خجل مع
ارتكاب الخطأ، وأننا كلنا يرتكب أخطاء ولكن علينا أن نحسن استخدام هذه الأخطاء
لنتعلم منها ونتعرف على كيفية تجنبها في المستقبل.
الفصل الثالث عشر
النمو الأخلاقي
والديني
إن الإنسان يكتسب انطباعه عن نفسه في
السنوات الأولى من خلال موقفنا منه، فيجب علينا أن نفرق بين الحلال والحرام، وبين
ما نريد ما لا نريد، ومن الملاحظ أن بعض الآباء يعطون أفكارهم ورغباتهم الكثير من
البعد الديني في محاولة لفرض رغبتهم على الولد، وقد يشعر الولد بالذنب الديني كلما
حاول أن يدافع عن موقفه أمام أي إنسان أكبر منه لأنه قد تلقى من والديه أنه "حرام"
أن يناقشهما أو أن يدافع عن نفسه أمامهما. ليحاول الوالد أن يبذل بعض الوقت مع
الولد ليشرح له الفروق بين الامور السيئة لأنها تزعجه، وبين الأعمال السيئة
أخلاقياً وشرعياً.
تعليم
اللطف:
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه"، وأفضل نوع من اللطف والرفق الذي
يأتي من التفكير الحقيقي والإحساس الصادق تجاه الآخرين، ولذلك إذا شجعت ولدك على
تفهم الآخرين واحترامهم فإنه سينشأ ليكون صاحب خلق لطيف ورفق بالناس.
وتبقى أفضل طريقة للتعليم هي القدوة
الحسنة، فإذا كنت ممن يستعمل العبارات والكلمات الإيجابية في حياتك المادية
اليومية داخل المنزل وخارجه، فإن ولدك سيلتقط هذا النمط من السلوط بشكل عفوي
تلقائي، وتبقى المدرسة أيضاً هي الوقت المناسب لتعليم الولد الآداب الاجتماعية.
هناك من الناس من يعتقد أنه إذا ربى
ولده على اللطف وحسن الخلق، فإنه سيصبح ضعيفاً سهل السيطرة عليه، وهذا خلطٌ بين
الكياسة واللطف وبين الخضوع والضعف، فاللطف الاجتماعي يزيد قدرة الإنسان على
التأثير بالناس وترك مشاعر طيبة فيهم.
الصدق والكذب:
تزداد قدرة الإنسان على الإبداع
الابتكار كلما كان أقدر على التخيل، لكن لنذكر أن الأولاد يعبرون عن خيالاتهم بطرق
مختلفة ومتنوعة، ويخلط الآباء كثيراً بين الخيال والكذب، فيقعون في الخطأ الذي وقع
فيه الأطفال.
ومن الخطأ أيضاً تكرار استجواب الولد
ومسائلته في صدق ما يقول، ويفيد دائماً أن نقول أن المعالجة السليمة والحكيمة
للأمور الأساسية في السنوات الأولى ستوفر الكثير من الجهد والوقت في السنوات
المقبلة.
إن الأولاد الصغار لا يملكون في
سنواتهم الأولى الحس الدقيق فيما لهم وما لغيرهم، ويفيد هنا أن نتعامل مع الولد
بصبرٍ وتأن.
النمو الخلقي ما بين 5-11 من
العمر:
إن السنوات ما بين الخامسة والحادية
عشرة من العمر لفترة هامة في النمو الخلقي عند الولد، على الولد أن يتعلم أن
الحياة ستضعه أمام حالات ومواقف ليتخذ هو فيها قراره الشخصي، فيما يفعل أو يقول،
فلابد أن تكون عنده أرضية صلبة في المنزل من الأمن والمحبة والاحترام، وأن يكون
عنده حس مناسب لما هو صح ولما هو خطأ من خلال تعامله مع أسرته، وأن يعلم أن والديه
دوماً على استعداد للاستماع إليه ودعمه وتأييده عندما يحتاج لذلك.
حاول أن تشرح لولدك أيضاً أن استعمال
الكلمات البذيئة عبارة عن طريقة بدائية في التعبير عما نريد، وأن اللغة غنية
بالكلمات والمفردات التي تعبر عن أفكارنا ومشاعرنا بشكل دقيق ومناسب. وليتجنب
الوالد استعمال أسلوب التخويف، حيث ان الولد يلجأ فيما بعد لكبت الأمر وإخفاءه
خوفاً من العقاب، فتذكر أنك لن تكون مصاحباً لولدك على الدوام، فعلمه كيف يفكر
بنفسه بحكمة وفهم، وكيف يدرك مشاعر الآخرين ويحترمها. إن أكثر ما يضر الأولاد
والمراهقين في تكوينهم الديني:
-
أولاً:
النفاق، وهو المفارقة بين القول والتطبيق داخل الأسرة من قبل الوالدين.
-
ثانياً:
الإكراه على تطبيق الشعائر الدينية.
-
ثالثاً:
تحويل العبادات إلى مجرد طقوس لا معنى لها ولا روح.
-
رابعاً:
انعدام الثقة بين الأبوين والولد.
الفصل الرابع عشر
النمو الجنسي
يعتبر النمو الجنسي جزءاً من تعرف
الولد على نفسه وأعضاء جسده وأحاسيسه، وهذا التعلم من الأمور الهامة وقد يكون
للأخطاء في هذه المرحلة المبكرة من حياة الولد آثاراً سلبية كبيرة على شخصيته
وحياته المستقبلية، وإن عدم توعية الولد لنموه الجسدي وتطوره خاصة عندما يصل
لمرحلة البلوغ قد يجعله فريسة للمعلومات الخاطئة المشوشة التي قد يسمعها من
الآخرين، أو الخرافات والأوهام.
ومن الخطأ أن يربى الولد وهو يعتقد بأن
قطعة من جسده عبارة عن شيء قبيح أو كريه أو مرذول، والأولى أن يُعلم قبول نفسه
وجسده، ولكن في نفس الوقت التحلي بالحشمة والعفة وضبط النفس بما يوجهه إليه الدين
والخلق.
التربية الجنسية:
من الطبيعي أن يتعامل الولد مع موضوع
الجنس بعفوية ومن دون تعقيدات عالم الكبار، ومن البداية الحسنة أن يجيب الأهل على
تساؤلات ولدهم عن الجنس والأعضاء الجنسية منذ المرحلة التي يبدأ فيها طرح مثل هذه
الأسئلة. ومن الطبيعي بين الثالثة والسادسة من العمر أن يبدأ الولد بلمس أعضائه
التناسلية لأنه في مرحلة اكتشاف هذه الأجزاء من جسده، وقد يشعر ببعض المتعة من هذا
اللمس. ويفضل في بعض الحالات أن يتجاهل الأهل هذا العمل، فما هي إلا مرحلة يكتشف
فيها الولد طبيعة جسده، وعما قريب سينمو ويتجاوز هذه المرحلة. ومما لا يخفى على
الآباء والأمهات ضرورة تعليم البنت والصبي بالتغيرات التي ستطرأ على جسدهما عند
مرحلة البلوغ.
اللعب الجنسي بين الأولاد:
وجد أن مثل هذا اللعب يقل في الأسر
التي تقدم لأبناءها بعض التوجيه والتعليم في قضايا الأمور الجنسية، وأفضل علاج هو
الوقاية بتعليم الولد ومن سن مبكرة أن هذا الجسد ملك له وحده فقط، وأنه ليس لأحد
غيره لمسه إلا والديه عند الغسيل في الحمام أو التنظيف أو التلبيس وأن عليه أن
يرفض طلب غيره بلمس جسده أو خلع ملابسه.
الفصل الخامس عشر
النمو الاجتماعي
وعلاقة الولد مع الآخرين
العلاقة
مع الإخوة والأخوات:
الإخوة والأخوات من خلال النزاعات
يتعرفون على بعضهم، وعلى إمكاناتهم، ونقاط القوة والضعف عندهم، وتزداد المشكلات
تعقيداً عندما يتدخل الأهل في هذه النزاعات، حيث يتخذون موقفاً مع أحد الولدين ضد
الآخر، فإذا كان النزاع جسدياً فلابد من التدخل المباشر، وإذا لم يكن فلا حاجة
للمسارعة والتدخل، فهم يتعلمون من هذه المواقف الكثير، ولابد من الاستماع لهم،
وترك مساحة للجدال الخفيف بينهم، ومساعدة كل طرف على رؤية وجهة نظر الآخر، ولابد
من الابتعاد عن المقارنة بينهم.
العلاقة مع الأقرباء:
الخطأ الشائع هنا أن يحاول الأهل فرض
سلوك معين على الولد بشكل يناسب جده أو جدته، ولكن المشكلة أن هذا الكلام يجعل
الولد لا يعود يرتاح ويستمتع برؤية جده أو جدته أو زيارتهما، ويشعر أن عليه أن
يمثِّل أمامهما ويتصرف على غير طبيعته ليحصل على قبولهما، ولكن في نفس الوقت على
الأجداد والكبار ان يحاولوا أيضاً إقامة علاقة طبيعية مريحة معه من دون أن تحتاج
أنت للتدخل مرغباً ومرهباً.
العلاقة مع الأصدقاء:
تتميز علاقة الولد مع أصدقائه في هذه
المرحلة بأنها علاقات قصيرة الأجل، ما تلبث أن تبدأ لتنتهي بسرعة، تاركاً صديقه
ومتنقلاً لصديق جديد. والغالب عند الأولاد الصغار قبل سن السابعة أو الثامنة أن
يلعب الولد مع الصبيان والبنات دون تمييز كبير، ويميل الصبيان في الغالب بعد هذه
السن للعب مع بعضهم، والبنات مع بعضهن. لابد من اختيار الولد أصدقاء في سنه،
فالأصدقاء الأكبر منه قد يستغلون صغر سنه وبراءته فيقودونه للسلوك السيء، أو قد
يورثونه عقدة النقص عندما لا يستطيع القيام بما يقومون به، أما إذا اختار من هم
أصغر منه سناً، فقد تكون هذه طريقته في الهرب من عقدة نقص يشعر بها، فالمقصود
متابعة علاقات الولد، وتزويده بالأنشطة المتنوعة والمتعددة، حفاظاً عليه من
الاستغلال.
الفصل السادس عشر
الخوف
إن الولد في حاجة إلى من يستمع إليه
وإلى مخاوفه، ويقول له: نعم، لقد كنت أشعر به عندما كنت في سنك، وهو في حاجة إلى
من يشرح له أن هذه المشاعر أمر طبيعي عند الإنسان. وعلينا نحن الآباء أن نقبل بأن
خوف الولد من الأذى الجسدي قد نكون نحن سببه.
بشكل عام إذا ظهرت على الولد مظاهر
الخوف فيفيد للآباء أن يفكروا فيما يمكن أن يكون السبب ودوافع هذا الخوف، كبعض
المعاملات في المنزل أو بعض الأشياء والمواقف والعلاقات.
ومما يفقد الولد إحساسه بالأمن رغم
وجود أمه معه هو أن تهدده أمه بسحب حبها له بسبب عمل اقترفه، ومهما حاول الأهل منع
أسباب الخوف عن ولدهما، فلابد أن ندرك أنه لا محالة سيشعر بالخوف في بعض المواقف،
ولذلك علينا أن نساعده على التكيف مع مثل هذا الإحساس.
الخوف عبارة عن ردة فعل طبيعية لما يصعب
علينا فهمه، أو يصعب علينا مواجهته ودفعه عن أنفسنا. ولابد أن نفرق هنا بين الخوف
وبن الرهاب، فمن الخوف الطبيعي أن يتردد الإنسان ويخاف عند صعود سلم طويل موضوع
أمام الحائط، أما التردد والرعشة من مجرد صعود درج عادي في المنزل فهذا هو الرهاب
المرضي.
الفصل السابع عشر
اللعب
اللعب من الأمور الهامة في حياة
الإنسان وخاصة في مرحلة نموه وتكوينه، ومع أن الولد لا يلعب عادة من أجل التعلم
وإنما من اجل المتعة والتسلية، إلا أن هذا لا يمنعه من التعلم من خلال اللعب.
ويفيد للآباء أن تكون عندهم فكرة واضحة عن طبيعة مراحل اللعب، وما هو مناسب لسن
معينة، وما هو أمين وسليم لمرحلة نموه.
ويؤكد الكاتب على ضرورة متابعة الأهل
للعب ولدهم، وأن هذا اللعب يتوقف إلى حد كبير على متابعتهم وإشرافهم وقدرتهم على
الإحساس بحاجاته وتلبية وإشباع هذه الحاجات من اللعب.
شراء الألعاب للولد:
عند الولد عادة قدرة عجيبة وخيال على
تحويل أي شيء إلى لعبة مفيدة وناجحة، لنحاول قدر الإمكان ان تكون مساعدتنا
لأولادنا بشكل أسئلة تثير خيالهم لاحتمالات جديدة بدل أن تكون في صيغة حلول جاهزة.
دع الولد يثق بإمكاناته وقدراته، واتركه ليحاول بنفسه حل مشكلاته وصعوباته، وحاول
أن تتمالك نفسك فلا تندفع لتحل له كل مشكلة وتصحح له كل عمل أو محاولة. ومن صفات
الألعاب عند الناجحة الاولاد أنها تثير لديه الإثارة والتشويق واللغز.
اللعب الاجتماعي:
يبدأ الولد في السنة الثالثة باللعب مع
الأولاد الآخرين فيما يسمى باللعب الاجتماعي، حيث يبدأ مراقبة الآخرين ومحاكاتهم،
وأحياناً التفاعل معهم لمدة قصيرة محاولاً الحصول على لعبة ما. فهو لا يزال يرى
العالم من زاويته وموقعه ومشاعره ورغباته، ولا يعرف بعد أنه إذا أراد اللعب والعيش
مع الآخرين أن عليه أن يعطي كما أن عليه ان يأخذ.
ليحاول الوالد تشجيعه على اللعب
المشترك مع الآخرين، من خلال إتاحة الفرص المناسبة للاختلاط بالآخرين في عمره.
الباب الثالث
مشكلات تربوية في
الطفولة الأولى
يناقش الكاتب في هذا الباب أبرز
المشكلات التربوية التي تواجه الكثير من الآباء والأمهات، وهي ثلاث مشكلات: الذهاب
إلى السرير والنوم، والتغذية ومشكلات تناول الطعام، والتدريب على الحمام، وقد ذكر
في ثنايا الباب تفسيراً علمياً لكل مشكلة وتبعه بقواعد وضوابط لمعالجتها.
الفصل الثامن عشر
الذهاب إلى السرير
والنوم
القاعدة أنه لا يوجد طفل يرغب بالذهاب
إلى السرير من نفسه، وإنما يحاول ما وسعه أن يهرب من هذا العمل، وهناك قواعد
وضوابط من شأنها أن تقلل من هذا النزاع:
1-
إياك
أن تستعملي موضوع الذهاب إلى السرير كعقاب أو تهديد.
2-
ليحاول
الوالدان قدر الإمكان أن يجعلا من وقت السرير وقتاً للسعادة والبهجة.
3-
عدم
الإسراع كثيراً في الاعمال المحببة للطفل كاللعب في الحمام وقراءة القصة، بل يُعطى
الوقت الكافي.
4-
مساعدته
ومشاركته في الأمور التي يقوم بها في السرير كقراءة الفاتحة والمعوذتين.
5-
تقدير
حاجته إلى النوم.
6-
جعل
غرفته مشجعة على الذهاب والنوم فيها.
7-
تقدير
والإحساس برغبات الطفل.
8-
اتباع
وقت مخصص للنوم.
9-
تنبيه
الولد لاقتراب وقت النوم في وقت مناسب.
يفيد هنا أيضاً أن تعلم الأم الولد أن
لها وقتها لنفسها بعد وقت نومه، فهي تحتاج للراحة أو القيام ببعض أعمال المنزل في
المساء.
الفصل التاسع عشر
التغذية ومشكلات
تناول الطعام
من الشائع أن تكون السنوات الأولى
مرحلة للصراع على الطعام بين الأبوين والطفل، وقلة قليلة من الأطفال الذين لا تظهر
عندهم صعوبات التغذية في هذه المرحلة. وعلى الرغم من صعوبات التغذية إلا أن الولد
يحصل على ما يحتاجه من الغذاء للنمو السليم، إلا إذا كانت هناك مشكلة صحية جسدية.
ويشير الكاتب إلى أن هناك فروقاً واضحة
بين الأطفال في التغذية، لكن المهم ألا نجعل هذا الموضوع مشكلة كبيرة جداً، ففي
الغالب تكون المشكلة لدى الوالدين وليس مزاج الطفل. والنقطة الأساسية التي يجب أن
تدرك هنا أن الصراخ ومطالبة الولد بالطاعة والانصياع لا تجدي شيئاً، والقاعدة
الغذائية في السنوات الأولى أن تعد الأم كمية قليلة من الطعام، وتضع الصحن أمامه،
ومن ثم تتناول الأم طعامها أمامه ليراها تأكل وتفرغ صحنها من الطعام.
ومن خلال مثابرة الأم سيتعلم الولد أن
لوجبات الطعام روتيناً ونظاماً معيناً. والعادة إذا ترك الطفل وجبة طعام ما فإنه
سيعوض عن ذلك في الوجبة التالية. وإذا لم يرغب الولد في نوع معين من الطعام كالجزر
مثلاً، فليس هناك فائدة كبيرة من تكرار عرض هذا الطعام عليه.
وتعتبر وجبات الطعام المشتركة مع
الأسرة من وسائل تقوية الروابط الأسرية، كذلك هي فرصة في النمو اللغوي، وتحسين
الاستماع والإنصات، والنقاش، الذي يساعد بدوره في زيادة الثقة بالنفس لدى الأطفال.
الفصل العشرون
التدريب على الحمام
يصعب على الطفل الصغير أن يفهم لماذا
كل هذه الجهود التي تبذلها أمه لمحاولة تغيير هذه الطبيعة الفطرية الجسدية، ألا
وهي عملية الإخراج بسهولة دون نظام معين.
إن التدريب على ضبط التبول والتغوط يجب
ألا يكون عملية متوترة وإنما تجربة مريحة لكل من الطفل والأبوين، وعندما لا يهتم
الكبار بتفهم هذه الأمور ويحاولون تحقيق الجفاف والنظافة بأكبر سرعة ممكنة فإنهم
يوجدون بذلك المشاكل والصعوبات المصاحبة لعملية التدريب على النظافة.
ويبدو أن شخصية الطفل المترددة
الوسواسية والمتشددة في النظافة إلى حد يصعب معه التكيف مع الحياة، والتي تشتكي
كثيراً ومن كل شيء، والتي تشعر بالذنب الشديد لأقل الأسباب إنما هي شخصية رباها
آباء متشددون في قضية التدريب على استعمال الحمام.
إن الأمر الأهم والأساسي في عملية التدريب
على الحمام أن تحافظ الأم على الهدوء وعدم القلق، وكل محاولة لتسريع هذه العملية
ستؤدي إلى تاثير سلبي معاكس مما يطيل مدة هذه المرحلة، والأمر الثاني وهو أن تسلك
الام روتيناً ونظاماً محدداً.
التدرب على ضبط التغوط:
يتعلم الطفل عادة ضبط التغوط قبل ضبط
التبول وبشكل أسهل، والملاحظ أن الطفل يتغوط عادة مباشرة عقب تناول وجبة الطعام،
وبذلك تضعه أمه على المبولة بعيد الطعام.
التدريب على الجفاف من التبول:
يتأخر عادة الوصول إلى ضبط المثانة
والامتناع عن التبول، ولذلك على الأم أن تستعد لهذه المرحلة الطويلة والتي قد يتخللها
حوادث التبول في ملابسه. ولذلك لا يفيد توبيخه ولومه، فهو لا زال في مرحلة
التدريب.
التبول الليلي:
إذا تتابع التبول الليلي واستمر،
فالغالب أنه بسبب اضطراب الولد وقلقه إما من موضوع التبول الليلي ذاته أو من ردود
فعل والديه، او بسبب مشكلة تقلقه في الأسرة.
الباب الرابع
جوانب من فن التربية
الفصل الحادي
والعشرون
حب الانتباه ..
والسلوك المتعب
1-
يعرف
الولد تماماً كيف يجذب انتباه أبويه، فهو الخبير في جذبهما إلى مشكلاته وقضاياه،
وكأنه يضغط على مفتاح كهربائي، فإذا بردة الفعل هذه تنطلق بشكلها المتكرر من
أبويه.
2-
قد
يسيء الولد السلوك أحياناً لأنه يشعر بصعوبات في حياته، وبمشاعر سلبية عن نفسه.
3-
إن
السعي لجذب انتباه الآخرين أمر واسع الانتشار، وبعض الأولاد يرغب بهذا الانتباه
إلى حد كبير بحيث إنه مستعد لمواجهة العقوبة والحرمان من المتع والأشياء من أجل
هذا الانتباه، وكي لا يُتجاهل.
4-
القاعدة
انه بشكل عام لا يفيد أسلوب الهجوم المضاد مع الولد، ولكن إذا حافظ الولد على
هدوئه وسماحته فإنه يستطيع عاجلاً القضاء على حدة المرارة والشحناء.
5-
إن
الخطوة الأولى في التعامل مع حالات مظاهر العنف والعجز لدى الأولاد ان نمتنع عن
مكافأة هذا السلوك بعدم إعطائه الانتباه والرعاية.
6-
إن
إعطاء الولد الاهتمام الإيجابي والصحي المطلوب يعتبر من العوامل الهامة والفعالة
في التربية.
7-
هناك
أربعة مباديء أساسية في تأمين الجو الصحي المساعد على امتلاك علاقات جيدة مع
الأولاد:
1) الاحترام المتبادل.
2) التشجيع والانتباه للسلوك الإيجابي.
3) تخصيص وقت لقضائه معه.
4) المحبة المشتركة بين كل أفراد الأسرة.
الفصل الثاني
والعشرون
تحمل المسؤولية
1-
الأهل
المسؤولون يعاملون ولدهم بأسلوب المساواة والاحترام، ويشجعونه على اتخاذ ما يتعلق
به من اختيارات كلما كان هذا ممكناً، ويدربونه على تحمل نتائج هذه الاختيارات.
2-
من
الأمور المفيد ذكرها أن الأطفال يمتلكون قدرة عالية على تحمل المسؤولية إذا لقوا
الرعاية المناسبة لتربيتها.
3-
قد
يكون الأهل مع الأسف في غاية الراحة مع ولدهم لمجرد أنه هاديء ولا يحدث إزعاجاً،
مع انه قد يقضي الساعات الطوال أمام التلفاز، أو على ألعاب الكمبيوتر. ولابد في
هذه الحالة من السعي إلى تحويل انتباه الولد عن هذه الاعمال وإثارته من أجل إيجاب
فرص لتعليمه المسؤولية والإبداع.
4-
إن
تطوير حس المسؤولية لا يعني فقط إعطائهم المزيد من الاعمال والواجبات، وإنما يتضمن
أيضاص إعطائهم حرية اتخاذ القرار الشخصي، وحرية اختيار ماذا يلبسون ويأكلون
ويشترون، وكيف يقضون أوقاتهم.
5-
من
المفيد أن يعطى الأطفال مصروفهم المالي بشكل أسبوعي أو شهري حتى يعتادوا على ترتيب
مصروفهم، وتنظيم أولوياتهم، وضبط ميزانيتهم.
الفصل الثالث
والعشرون
التشجيع
1-
من
المهم أن تكون عندنا توقعات جيدة من الآخرين، إلا أن التوقعات المبالغ فيها كثيراً
قد تثبط الهمم بدل أن تحفز وتشجع.
2-
من
المهم أن نحاول فصل الفعل عن الفاعل، فنصحح العمل من غير ان ننتقد العامل.
3-
الأفضل
أن يُتجاهل السلوك الخطأ كلما كان هذا ممكناً، ويركز الانتباه على السلوك الصحيح.
4-
الإطراء
قد يكون عاملاً في تثبيط الهمة، فهو قد يقدم للطفل الناجح والمتفوق بسبب النتيجة
التي حصلها بدل أن يُعطى للجهد الذي قدمه، أو حتى لمجرد التحسن والتقدم.
5-
بعض
نماذج التشجيع الحسن البعيد عن الإطراء:
1) استعمال عبارات شخصية في التشجيع.
2) إظهار الثقة بقدرات الولد.
3) الإشارة إلى الصعوبات التي اعترضت
الولد وهو يقوم بالعمل.
4) ملاحظة التحسن والجهد المبذول.
5) ترقب ما ينم عن البذل والتقديم
للآخرين.
6) التأكيد على آثار العمل الذي قام به
الولد.
6-
من
الأهمية بمكان أن يبذل الآباء بعض الجهد في تعلم أساليب التشجيع، فهو من الأمور
التي يمكنهم استعمالها في التربية، وهو من الأمور المؤثرة في الأنواع الأخرى من
السلوك. ومن النافع أحياناً تأجيل تصحيح الخطأ، فلا نحاول تصحيحه وتقويم السلوك
فور وقوعه، وإنما نؤخره بعض الشيء حتى تهدأ الامور.
الفصل الرابع
والعشرون
الاستماع والإصغاء
1-
من
المهم تعلم أن نعلم أن الأهل قد يشعرون أحياناً بغضب شديد من الاولاد، وهذا الشعور
بحد ذاته أمر طبيعي وليس بالضرورة أمر سيء طالما أنه يبقى مشاعر ولا يصل للفعل.
2-
يحزن
كثير من الآباء هذه الأيام أن أولادهم وخاصة المراهق منهم لا يتحدثون بشكل كافٍ مع
آبائهم وأهلهم، ولكن يا ترى كيف يستمع هؤلاء الآباء لأولادهم؟ على الآباء ألا
يستمعوا بأذنيهم فقط، وإنما بكامل جسمهم، فالوجه والصوت وطريقة الجلوس والعينين كل
ذلك من الاستماع. ومن حسن الاستماع أحياناً أن تبقى صامتاً أو تقول فقط بعض
العبارات القصيرة، مثل: نعم، حسناً، الآن فهمت..
3-
عندما
ينزعج الأولاد فإنهم يحتاجون للتعبير عن ألمهم ومشاعرهم.
4-
على
الآباء الذين يحاولون تطوير استماعهم أن يعطوا انتباههم إلى ما يقوله الولد، ومن
ثم يحاولون تقدير مشاعره وعواطفه خلف الكلمات.
5-
قد
يغلق الأهل منافذ الاستماع لولدهم عن طريق مجادلتهم للولد او إلقاء النصائح عليه،
أو مساءلته أو السخرية منه.
6-
يفيد
عند استماعك للولد أن تنزل إلى مستواه، فهذا مما يساعد على الانطلاق في الحديث،
وقد يكون من أحسن طرق الاستماع إلى الولد المنزعج والحزين ضمَّه إلى صدرك بحنان
لتعطيه فرصة للتعبير عن مشاعره وألمه عن طريق بعض الدموع.
الفصل الخامس
والعشرون
الحديث عن المشكلات
وحلها
1-
الخطوات
الأربع التالية تفيد في حل المشكلة عندما يكون الولد هو صاحب المشكلة:
1) الاستماع الفعال له.
2) السعي مع الولد للوصول المشترك غلى
الحل.
3) مساعدة الولد على اختيار إحدى الأفكار
أو الاحتمالات.
4) تحديد وقت مع الولد لمراجعة عملية
التنفيذ.
2-
يفيد
أن تعبر لأولادك عن مشاعرك الإيجابية أيضاً: "أنا سعيد بالعمل الذي قمت به في
الحديقة اليوم، فكم يستمتع الإنسان بالحديقة وهي مرتبة".
3-
من
أجل حل المشكلات المعقدة والكبيرة، حاول المشاركة في التفكير، وربما كتابة النقاط
والأفكار والاحتمالات المطروحة.
4-
حاول
أثناء التفكير المشترك ألا ترجح للولد احتمالاً على آخر، وإنما ساعده بتوجيه خفيف،
ليكتشف بنفسه حسنات وسلبيات كل احتمال مطروح.
الفصل السادس
والعشرون
تأديب الأولاد
وتنظيمهم
1-
إن
الشكل الطبيعي للتأديب عند معظم الآباء هو العقاب أو المكافأة، ولكن يبدون أن كلاً
من العملين قليل التأثير على المدى البعيد.
2-
إن
إجبار الأولاد على القيام بعمل ما يجعلهم يحاولون التهرب من هذا العمل في أول فرصة
تسنح لهم، بينما يفضل أن يُعطى الاولاد بعض الخيار في تنفيذ هذا العمل.
3-
إن
سر التربية والتأديب أن نسمح للولد بالاختيار، إلا إذا كان هناك خطر حقيقي، فلا
مجال عندها للاختيار.
4-
عندما
يحاول الأهل تربية الولد من خلال تركه لنتائج اختياراته، فالمفروض في هذه النتائج
أن تكون نتائج طبيعية منطقية لهذه الاختيارات.
5-
لا
بأس أن يستعمل الآباء عبارات مثل: "يمكنك غداً ان تحاول من جديد"،
لإعطاءه الأمل بتذكيره بالبداية الجديدة.
6-
يتطلب
استعمال أسلوب تحميل الولد عواقب اختياره وسلوكه الكثير من التصميم والحزم، ولكن
هذا لا يعني أبداً القسوة والخشونة في المعاملة.
7-
غياب
الحدود والضوابط في حياة الأولاد يجعلهم في حيرة من أمرهم، فيشعرون بانعدام
السكينة والاستقرار.
8-
إن
استعمال طريقة العواقب ليس عقاباً، وإنما محاولة لتعليم الولد وتهذيبه من خلال
الاختيارات المطروحة أمامه، وبالتالي تعليمه حمل المسؤولية.
الفصل السابع
والعشرون
مرحلة المراهقة وبعض
خصائصها
1-
لا
شك أن كثيراً من خصائص مرحلة المراهقة تعتمد إلى حدّ ما على ما مرَّ في السنوات
السابقة في حياة الولد.
2-
إنه
من المفيد أن ننظر إلى المراهقة على أنها مرحلة يكتشف فيها المراهق هويته الذاتية،
هذه الهوية المستقلة عن والديه وأفراد أسرته.
3-
مرحلة
المراهقة تعتبر مرحلة صعبة على المراهق وعلى والديه، ومع ذلك فهي مرحلة مليئة
بالفعالية والتشويق، ومما يسهل صعوبات هذه المرحلة أن يكون هناك التفهم الجيد
لطبيعة المراهقة وتغيراتها.
4-
من
المفيد أن نلاحظ أن هناك فروقاً واضحة بين الأولاد في سرعة النمو والنضج خلال هذه
المرحلة، فبعض الأولاد قد يتأخر نموهم بشكل ملحوظ مقارنة مع بقية زملاءهم في
المدرسة.
5-
في
هذه المرحلة قد يصبح المراهق وبشكل مفاجيء إنساناً مثالياً، ولذلك نجده منتقداً
لمن هو أكبر منه، منتقداً للأوضاع من حوله وفي العالم بشكل عام.
6-
يفيد
أن نذكر أن المراهق يشعر بالحاجة لتحدي سلطنك فيبحث عن فرصة للتعبير عن أفكاره
وآرائه وقدراته الذكائية، ولذلك فقد تجده يجادلك لمجرد المحاولة ولمجرد التعبير عن
موقفه المخالف لموقفك.
7-
حاول
أن تتقبل أن الشاب قلق وحساس لمظهره، ولا تضحك منه طبعاً أو تهزأ به، وإنما خذ ققه
وانشغاله بجد.
8-
لا
شك أن المراهق كلما تحسنت نظرته إلى نفسه ومظهره كلما تحسنت نظرته إلى الحياة بشكل
عام.
9-
يميل
معظم المراهقين بطبعهم إلى الخجل بسبب أنهم قد لا يعرفون بعد طبيعة الشخص الناضج
الذي سيؤولون إليه.
10-
ليس
من السهل أن تخرج المراهق من خجله وانطوائه، ومهما كان الامر فتجنب دفعه للقيام
بأمور لا يريدها أو لا يرتاح لها.
11-
أعط
المراهق المسؤولية والحرية ليتخذ ما يتعلق به من قرارات، واستشره وخذ رأيه في
الأمور، ولكن لا تتوقع طبعاً نمواً وتحولاً في يوم أو ليلة.
12-
حاول
أن تؤكد لولدك المراهق أن من حقه أن يكون مستقلاً، وان من حقه كذلك أن يختار ويقرر،
وستلاحظ ذهاب بعض العناد والممانعة عنده.
13-
إذا
لم يعط المراهق فرصة التعلم هذه في مرحلة مراهقته، فإن هذه الفرصة لن تعود مرة
ثانية في حياته.
14-
إذا
كان ولدك قد نشا في أسرتك على فكرة أن المساعدة في أعمال المنزل أمر ممتع ومسلي،
وليس مجرد واجب، فالغالب أن لا تصادف صعوبات معه في مرحلة المراهقة.
15-
في
عمل المراهق خارج المنزل فرصة تساعده على النمو واختبار الحياة.
16-
إن
المراهق الذي يُربى منذ صغره على أن التنظيم والترتيب أمور نقوم بها لأنها تسعد
حياة الإنسان، فإنه في الغالب سينشأ في مراهقته وهو يشعر بفائدة القيام بهذه الأعمال.
17-
إن
الإنسان المبالغ في الإتقان والكمال قد يُسعد في حياته الخاصة، إلا أنه من الصعب
جداً على الآخرين العيش معه تحت سقف واحد.
18-
المراهق
يمر بمرحلة يكتشف فيها متعة الجلوس منفرداً مع أفكاره. ويحاول أن يفكر كمراهق
وكإنسان على طريق النضج والرشاد.
19-
إن
من بهجة فترة المراهقة أن يكتشف الشاب متعة البقاء في السرير بعد الاستيقاظ في
الصباح.
20-
وفيما
يتعلق بالاستيقاظ الصباحي حاول أن لا تتحمل عنه مسؤولية الاستيقاظ من أجل دوام
مدرسي أو موعد آخر هام.
21-
إن
اختار المراهق إضاعة الوقت، أو الاستلقاء الطويل في السرير حتى يتأخر عن دوامه أو
موعده فاتركه ليواجه نتائج هذا التأخر.
الفصل الثامن
والعشرون
العقاب
1-
إننا
نحتاج للكثير من ضبط النفس بحيث لا نستجيب للرغبة الداخلية في الصراع ورد ما نراه
"اعتداء" وإنما نتكيف مع ما يفرضه علينا المجتمع وثقافته من ضوابط وقيود
أخلاقية وقانونية، وبحيث نُطالب بالتعامل مع عواطفنا وانفعالاتنا بأساليب أخرى غير
العنف والاقتتال.
2-
يفيد
أن تحاول أن تزيل بعض العوامل التي يمكن أن تثير النزاع داخل الأسرة، أو تحاول أن
تنظم الأمور بحيث تقلل من احتمالات الخصام.
3-
إذا
كنت تعاقب الولد كوسيلة لتجعله يدفع ثمن خطئه فستجد أن هذه الطريقة قليلة الجدوى
في تحسين السلوك.
4-
لا
شك أن هناك طرقاً أفضل لمساعدة الولد على التعلم والفهم، طرق يتخللها التوجيه
وينشأ معها تقوية العلاقة بينك وبين ولدك بدل إضعافها وتكبير الفجوة بينكما.
5-
أشكال
العقاب واحتمالاته:
1) الصفع/الضرب: ومن مخاطره تعريض الولد
للأذى الجسدي الحقيقي، وهناك من يعتقد أن من إيجابياته أنه وسيلة فورية آنية، ولا
تحتاج لوقت طويل، إلا أن السلبيات تفوق الإيجابيات المفترضة بكثير، فهو على كل حال
وسيلة غير آمنة وغير مجدية.
2) إرسال الولد إلى سريره: ومن مساوئه ربط
الولد بين العقاب والحرمان وبين الذهاب إلى السرير والنوم، وهذا غير صحي إطلاقاً،
ففي الوقت الذي يحتاج في الطفل إلى التطمين والفهم، إذا بنا نبعده عنا بالذهاب إلى
السرير. ومن آثاره: القلق والخوف والتردد في الشخصية والمواقف ولو بعد سنوات.
3) إيقاف العطايا واسترجاعها منه: ومن
المفضل عند استعمال هذه الطريقة ان يكون المنع نتيجة طبيعية مباشرة للخطأ في سلوك
الولد، وأن نفهم الولد أن ذلك من عواقب السلوك السيء وليس مرتبطاً بشخصه.
4) الحرمان: وهي من الأساليب الإيجابية
مثل سابقتها، إلا أن الوالد عليه أن لا يحرمه مما أخذ منه لمدة طويلة، فعدة ساعات
قد تكون كافية، وربما ليوم أو يومين في الحالات الشديدة.
5) الحرمان من وجبة الطعام: ولا ينصح
باستعمال هذه الطريقة للعقاب والتي لا تزال تستعمل في بعض المجتمعات. فهذه الطريقة
لن تساعد على تقوية رباط المحبة والثقة بين الولد ووالديه، بل قد يحدث العكس.
6) فرض ضريبة على الولد: كتكليفه ببعض
الأعمال، وهذا إيجابي، إلا أننا لا ينبغي أن يكون العقاب بالأفعال الإيجابية حتى
لا يكرهها، كالكتابة مثلاً، فالكتابة فعل إيجابي نريد تعزيزه، فإذا ما كان عقاباً
فسوف يكره الولد الكتابة وهذه نتيجة سيئة.
7) المنع من مشاهدة التلفاز: وهنا أيضاً
ينبغي أن يقترن العقاب بالسلوك المرتكب، وإلا فسينظر الولد للعقاب على انه أمر
ظالم وغير عادل.
8) عدم استحسان السلوك: وتعتبر من الطرق
الفعالة في التربية والتأديب، وهي التي ينصح بها على حسب الظروف وطبيعة الولد
وخبرة الوالدين، ونتجنب في ذلك الأوصاف السلبية للشخصية، بل للسلوك.
9) النتائج الطبيعية للعمل: وهي طريقة
عقاب إيجابية، فإن من أفضل طرق العقاب أن يُترك الولد لنتيجة عمله إذا كان هذا
ممكناً وآمناً، فليس هناك معلم أفضل من التجربة الشخصية حيث سيتعلم الولد من
أخطائه الطريقة الأفضل للسلوك.
10)
الوقوف
في ركن الغرفة: وهذه طريقة إيجابية أيضاً وفعالة، إلا انه يجب ربطها بالسلوك
السيء، وليس بالشخصية.
6-
يفضل
بشكل عام أن تستعمل العقاب بأقل قدر ممكن، وأهم ما في العقاب هو موقفك من ولدك ومن
العقاب وليست طبيعة العقاب بحد ذاتها.
7-
كن
حذراً عند استعمال التهديدات والإنذارات، فلا تهدد الولد بأمور لم تفكر فيها مسبقاً
ولا يمكنك تنفيذها.
8-
إياك
أن تعاقب الولد بقولك له: إنك لا تحبه، أو تهدده بأنك لن تحبه بعد اليوم بسبب عمل
عمله.
9-
لا
تعاقب الولد بأن تعامله ببرود عاطفي بعد انتهاء الحدث، وإنما حاول أن تعيد الأمور
إلى ما كانت عليه بأسرع وقت ممكن.
10-
حاول
ألا تكثر من التوجيه والنقد المستمر.
11-
لا
تهدد الولد بعقاب من زوجك، كأن تهدده الأم بأن أباه سيعاقبه عندما يعود إلى البيت
أو العكس.
12-
لا
تستعمل العقاب المتأخر، ومثال ذلك: انتظر حتى نعود إلى البيت وسأعاقبك هناك.
13-
لا
تجعل من العقاب عملية مخيفة للولد.
14-
أظهر
الحزم والسلطة في صوتك ولكن من دون صياح أو رفع للصوت.
15-
حافظ
على هدوئك قدر المستطاع.
16-
خفف
قدر الإمكان من إشعار ولدك بالذنب والتقصير، فالإنسان لا يطيق كثيراً حالة الشعور
بالذنب.
17-
لا
تقارن ولدك بالأخرين.
18-
فكر
في تأثير العقاب الذي تستعمله مع ولدك.
19-
إن
من القواعد المفيدة في علم النفس أن السلوك الحسن إذا عزز ولقي المكافأة فإن هذا
مما يؤدي إلى تكرار حدوثه.
الفصل
التاسع والعشرون
اللقاء
الأسري
1-
أظهرت
بعض الدراسات أن الكثير من الأولاد والمراهقين يتمنون وجود فرص طبيعية هادئة
يعبرون فيها عن أفكارهم وآرائهم. وليست الفكرة من اللقاء الأسري أن تنتقل مسؤولية
اتخاذ القرار إلى الأولاد، وإنما أن يُعطوا فرصة حقيقية لإبداء الرأي في هذه
القضايا التي تتعلق بحياتهم.
2-
لقاء
الأسرة يجب ألا يهتم فقط بالمشكلات والصعوبات، وإنما أن يكون هناك وقت للتشجيع
ولترتيب المكافآت، وللتخطيط للرحلات والنزهات.
3-
من
خصائص الأسرة الصحية الناجحة، أن الضوابط والقواعد داخل الأسرة ليست جامدة بالنسبة
للجميع ولكل الأوقات، وإنما مرنة بحيث أن ما يناسب وقت الصيف قد لا يناسب وقت
الشتاء، وما يناسب الصغير قد لا يناسب الكبير، ومثال ذلك: وقت الذهاب إلى النوم.
4-
من
فوائد اللقاءات الأسرية أنها تساعد الأولاد على تشرب القيم الأخلاقية للأسرة.
5-
على
من يدير اللقاء أن يأخذ موافقة الجميع على النقطتين التاليتين:
1) لا أحد يقاطع الآخر، وإنما ينتظر حتى
ينتهي الآخر من الحديث.
2) تبقى كل القرارات المتفق عليها سارية
المفعول حتى يُنظر فيها في اللقاء التالي.
6-
على
الوالدين ألا يحاولا فرض سيطرتهما الكاملة على اللقاء، إلا أنه يبقى من مسؤوليتهما
حذف ما لا يتناسب مناقشته في اللقاء.
الفصل الثلاثون
الأمل.. والواقعية في
التربية
1-
من
المهم أن يتحلى الإنسان بالمرونة في مجال التعامل مع الناس، سواء كانوا أولاداً أو
كباراً، فهذه المهارة مفيدة ليس فقط للآباء، وغنما للجميع وفي كل مرافق الحياة
المهنية والاجتماعية.
2-
يعتبر
الإحباط وتثبيط الهمة من الأمور النفسية الداخلية التي يمكن أن تُضعف الإنسان،
وتقضي عليه من الداخل.
3-
ليس
من واجب الآباء ان يصلوا إلى درجة الكمال، وإنما عليهم دوماً أن يحسنوا طبيعة
علاقتهم مع اولادهم، وإدخال روح الاحترام والتقدير في تعاملهم معهم، وتحسين الجو
الأسري في البيت، ومساعدة الأولاد على النضج وتحمل المسؤولية ورعاية الآخرين
والتعاون معهم.
4-
من
الخطأ أن يكون الآباء مجرد خدم للأولاد يحملون عنهم مسؤولياتهم، ولو كان من باب
المحبة، فهذا سوء فهم للحب الحقيقي بين الآباء وأبناءهم.
5-
من
الهام أن يتحلى الآباء بالمرونة والتركيز على اهم مهارتي التربية وهما: الاستماع
والتشجيع.
6-
هناك
من الآباء من يحتاج لقراءة هذه المواضيع ومناقشتها عدة مرات، حتى يصبحوا على
استيعاب وتكيّف جيد مع هذه الأفكار قبل الخوض في التطبيق العملي الذي لابد منه.
7-
إن
السبب الرئيس وراء عدم تغير الكثير من الآباء انهم ينساقون وراء الأمور من دون
تفكير وتأمل وترتيب وتخطيط ومنهجية، وإنما يتصرفون دوماً بردود أفعال اعتادوا
عليها.
8-
ليس
هناك وصفة جاهزة بكل تفاصيلها للطريقة الناجحة لتربية الأولاد، فالاختلاف بين
الأولاد، واختلاف الظروف والمواقف واختلاف طبيعة الوالدين، تتطلب معالجة مختلفة
بحسب كل هذه المعطيات.
Comments
Post a Comment